تتنوع غايات وجودها بين الطبية والصحية والعلمية والاجتماعية، وعليه فإن التاريخ الطويل الذي عملت عليه نقابة أطباء فرع دمشق كان شاهداً حياً على رفع مستوى مهنة الطب وتنظيمها وحمايتها والدفاع عنها منذ أن تأسست هذه النقابة عام 1943 كأول نقابة للأطباء أنشئت في دمشق بعد صدور أول قانون لتنظيم مزاولة مهنة الطب في عام 1937؛ حيث كان الهدف الأول لتأسيسها وفقاً للقانون هو خدمة منتسبيها.

أكد الدكتور عماد خليل سعادة نقيب أطباء دمشق اختصاص عصبية، أن النقابة تعمل باتجاهين "اجتماعي وعلمي" معاً، فمن الناحية العلمية تقوم بدعم كل النشاطات العلمية الموجودة في سورية تحت رعاية نقابة أطباء سورية. فهناك ما يسمى الروابط العلمية التي تساهم النقابة في معظم نشاطاتها وخاصة ما تقوم به من مؤتمرات علمية حديثة تنقل ما توصل إليه العلم على مستوى عالمي دون أن يكون هناك عبء السفر. فعلى سبيل المثال كان هناك خلال الفترة الماضية مؤتمر الآسكو 2024 بأمريكا الخاص بأطباء الأورام وتم إجراء يوم علمي كامل يخص هذا المؤتمر ونقل أحدث العلاجات التي طرحها والحديث عنها بمؤتمر الأطباء في سورية، عبر وسائل التواصل الحديثة. لافتاً إلى أن للنقابة مؤتمراً علمياً سنوياً خاصاً بها وقد كان آخر مؤتمر عام 2023 في الشهر العاشر تحت شعار "الذكاء الاصطناعي والطب التجديد"، وتم فيه عرض محاضرات مميزة حول أحدث الطرق في الطب التجديدي والذكاء الصناعي باختصاصات مختلفة.

أولوية دعم الأطباء

تحدث الدكتور سعادة عن عمل النقابة ضمن اللجان العلمية المختلفة الموجودة ودورها في تخريج الأطباء وحصولهم على البورد السوري، وفي دعم الأطباء في حال وجود أي شكوى أو مسألة قانونية حيث يتم دعمهم المعنوي والقانوني وخاصة إذا كانت الشكوى ابتزازاً وغير محقة. مشيراً إلى أن العديد من الشكاوى تكون الغاية منها ابتزاز الطبيب، وقد يكون هناك سوء فهم حول موضوع الأخطاء الطبية وكيف تحدث، وخاصة أن الإحصائيات السورية حول هذا الأمر هي أقل من الإحصائيات العالمية. وفي نفس الوقت فإن النقابة لا تتهاون في حال ثبت الخطأ على الطبيب، فهي تعمل على معاقبته وفقاً لقانون النقابات رقم 16 لعام 2012 وذلك بحسب الخلل الذي ارتكبه الطبيب. فهناك مجلس مسلكي في النقابة يترأسه عادة قاضٍ بمرتبة مستشار مع أربعة من الأطباء مع ممثل من وزارة الصحة لاتخاذ القرار المناسب بحقه.

وأكد رئيس نقابة فرع دمشق على الدور الاجتماعي للنقابة ودعم الأطباء في النشاطات الاجتماعية، وفي المواقف التي تستدعي أن تكون إلى جانبهم، كأن يتم استدعاء الطبيب واستجوابه في أمر ما، هنا ترسل النقابة مندوباً عنها لدعمه كنوع من المساندة النفسية والمعنوية دون التدخل بتفاصيل المشكلة. وخاصة أن هناك تعاوناً جيداً خلال السنوات السابقة بين القضاء والنقابة ولا يوجد أي إشكال.

زيادة الراتب التقاعدي

يأتي موضوع الدعم الذي تقدمه النقابة للأطباء المنتسبين إليها لعدة جوانب، فهي تقدم لهم جزءاً من العائدات التي تحصل عليها النقابة من الاستثمارات الموجودة لديها. ومنها استثمار من صالة النقابة، ومشفى المنار، والمردود الأساسي وهو عيادة ما قبل الزواج، حيث يوزع جزء من هذه المبالغ على الأطباء. وذلك وفقا لما أكده الدكتور عماد سعاد الذي أشار إلى توجه النقابة بأن تصل رسوم الطبيب النقابية إلى مرحلة الصفر في السنوات القادمة. وخاصة أنهم استطاعوا خلال العامين الماضيين شراء عقار جديد للنقابة من عائدات عيادات ما قبل الزواج والذي سيتم وضعه بالاستثمار والاستفادة من مردوده لخدمة فرع دمشق لنقابة الأطباء.

وقال سعادة: لدى النقابة أكثر من 5000 طبيب متقاعد. نحن نعمل مع نقابة أطباء سورية ونسعى لرفع الراتب التقاعدي، وهو الموضوع الذي أخذ حيزاً مهماً من النقاش في المؤتمر الأخير. وهناك أمل بأن تكون هناك زيادة في الراتب، وقد تم الاتفاق أن تبدأ هذه الزيادة مع بداية 2025 بعد إقرارها، إضافة إلى زيادة تعويض الخدمة وتعويض الوفاة.

بين الواجبات والالتزامات

يصل عدد الأطباء على مستوى سورية إلى 24 ألف طبيب وطبيبة، منهم 13500 طبيب في فرع دمشق للنقابة، وهناك جزء من الأطباء مسافر خارج البلد بهدف الاختصاص والتأهيل العلمي الإضافي. وعليه فإن النقابة في الفصل الرابع من المادة 17 تعطي ما يسمى واجبات الطبيب وتنظم عمل الأطباء وتشمل التزامهم بالوصفات وبالعلاقات بين بعضهم البعض وممارسة الاختصاص بدقة وعدم التجاوز ومحافظتهم على سر المهنة. وهنا يوضح الدكتور سعادة بأن النقابة هي بيت الطبيب يلجأ إليه في أي حالة من الحالات وخاصة الخلافات ضمن العمل، وقد تم حل الكثير من المشاكل بهذا الخصوص. كما أن هناك تعاوناً مع النقابة المركزية بدعم النشاطات العلمية مع استعدادها لتقديم الدعم لأي بحث علمي ذي أهمية، وهذا جزء من عملها وخاصة أنها تقدم الدعم المادي لبعض الأطباء الذين يجرون دورات بالدعم الحياتي.