ضمن التوجه العام للقائمين على المعهد العالي للبحوث الزلزالية نحو دراسات وأبحاث تلامس الواقع وخاصة فيما يتعلق بمقاومة الانفجارات والزلازل وغيرها، كشفت الأستاذة الدكتورة هالة حسن عميدة المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية بجامعة دمشق عن وجود أبحاث تخص جميع الأحمال الديناميكية ومنها الأحمال الزلزالية، وهي أحمال صعبة ومعقدة ويتم التعامل معها بطريقة خاصة.

وبينت الدكتورة هالة أن بحثها الذي قدمته مؤخراً كان تحت اسم "تدعيم المباني القائمة تحت تأثير الانفجارات" وهو مخصص لتقييم وتدعيم هذه المباني التي تعرضت لانفجارات. وهي بحوث خصصت للمراكز التي تعرضت للتفجير في مدينة حلب خلال فترة الأزمة وهي أبنية سكنية. كما تم التركيز على الأضرار التي تصيب الأعمدة من جراء العبوات المتفجرة والأضرار الكبيرة التي تتأذى من المبنى جراء انهيار العامود وحدوث انفصال بجزء كبير من المباني لاحقاً.

تدعيم المباني

تقول الدكتور هالة حسن إن هذا البحث كان بطلب خاص من مركز البحوث العلمية لدراسة وتدعيم هذه الأنواع من المباني التي هي عبارة عن دراسة الأعمدة الموجود فيه. وعليه فقد قمنا بتحليل المباني ورفع نسبة الضرر واعتماد توصيف خاص لمادة الخرسانة تحت تأثير الانفجارات؛ حيث قدمت الدراسة تقارباً شديداً جداً مع الحالة أو مع الصورة الحقيقية للأضرار الموجودة. وبينت أنهم بعد الانتهاء من الدراسة التحليلية قاموا بإجراء اختبارات مباشرة لكونها مباني قائمة فتم اختبار عينات موجودة بنفس البرنامج وبنفس السلوك. وكانت النتيجة سلوك حقيقي بنسبة كبيرة جداً.

تدعيم المباني

أما بخصوص المرحلة اللاحقة لهذه الدراسة فهي مرحلة تدعيم هذه المباني، ووصل الجزء الجديد منها بالجزء القديم بواسطة وصلات قص وتدعيم للجوائز والعناصر والأعمدة بواسطة قمصان بيتونية مسلحة، وقد تم ربطها مع البناء القديم بواسطة وصلات قص وتم اختبارها للوصول إلى مبنى حقيقي وتم اختبار المبنى بعد تدعيمه على عدة مراحل وهي ثلاث هزات وقد أعطى نتائج إيجابية إذ يمكن تطبيقه على جميع الحالات المشابهة من المباني.

برامج حديثة

يعتبر تدعيم المباني في الوقت الحالي في ظل التحديات البيئية والطبيعية أمراً ذا أهمية خاصة حول العالم. فبسبب التغيرات المناخية وزيادة تكرار الكوارث الطبيعية وخاصة الزلازل إضافة إلى الأضرار التي تنتج عن الانفجارات لا بد من البحث عن برامج حديثة لضمان استمرار الأبنية وتدعيم الأساسات وتحقيق السلامة والاستدامة.

من هنا تحدثت الدكتورة الحسن عن الجديد الذي حمله البحث من استخدام برامج حديثة تتعلق بالبحث واستخدام معايرة جديدة للمباني تعتمد على التحليل والتجارب، فأي برنامج يعملون عليه يجب معايرته مع دراسة المباني بالتحليل والتقارب بين الأنموذج التحليلي والأنموذج التجريبي، وكلما كان هذا التقارب كبير فإنه يعطي سلوكاً حقيقياً.

وبينت أن أنموذج السلوك المادي بالبرنامج أعطى مسطرة لونية مثلا ألون الأحمر هو أقصى حد يمكن أن يصل إليه المبنى وهو يعطي تشظياً أي يعطي بدقة كيف انهار المبنى. وهو سلوك يمكن اعتباره بعد تجربته والوصول بالبحث إلى مرحلة التحكيم بأنه سلوك دقيق جداً. وإن أي طالب قادر على استخدام هذا الأنموذج في أبحاثه، لكونه يعطي تقارباً كبيراً بينه وبين التجارب العملية على أرض الواقع. كما يمكن اتباع هذه الطريقة مع أي مبنى معرض للانفجار.