يتم الحديث كثيراً حول تأثيرات قطاع التكنولوجيا السلبية على البيئة، وقد طور الإنسان الكثير من الآلات التي مكنته من استثمار الموارد الطبيعية منذ أكثر من مئتي عام، ومع ازدياد أعداد السكان وازدياد الأجهزة والخدمات التكنولوجية تحول البحث إلى إيجاد تكنولوجيا مستدامة تخفف من تأثيراتها البيئية، بل أصبح هناك توجه جديد نحو استخدام تكنولوجيا الأشياء lot  من أجل الحفاظ على البيئة وذلك عبر قدرتها على جمع كميات كبيرة من البيانات وتحليلها الأمر الذي جعلها وسيلة فعالة تمتلك الكثير من التطبيقات.

يقول الدكتور علاء سلمان اختصاص هندسة اتصالات وعضو في مركز الدراسات والبحوث العلمية، إن لتقانة الاتصالات دور هام في وضع الحلول البيئية وتقديم معلومات صحيحة حول واقع البيئة والتوعية بأهمية الوعي لدى الخبير البيئي في مجال التكنولوجيا وإيجاد الحلول الذكية للنهضة الحديثة.

ويوضح بأن هذه التقانة تعتمد على نشر المعرفة والتعريف بإنترنت الأشياء وكيفية استخدامه في البيئة والتعريف بالحساسات الموجودة والتي هي عبارة عن أنظمة ذكية تقوم بقراءة المعطيات الفيزيائية الموجودة في الواقع وتحويلها إلى معطيات رقمية. ويطلق عليها البرامج أو وحدات المعالجة التي تقوم بمعالجة البيانات وإخراجها بشكل مفهوم، وبالتالي المساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة حيال أي قضية بيئية.

فعلى سبيل المثال يمكن لإنترنت الأشياء أن يسهل الإدارة الذكية للنظم البيئية للمياه، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم فهم أكبر لمتطلبات المياه وإمداداتها، من خلال مراقبة مستويات المياه في الوقت الحقيقي عبر أجهزة الاستشعار في الخزانات والسدود وأماكن تجميع المياه بشكل عام.

لغة الخوارزميات

وفقاً لمفهوم إنترنت الأشياء وتطبيقاته المختلفة، فإنه يمكن أن يغير الحياة في المستقبل من خلال تحويل العالم إلى مكان أكثر ذكاء وكفاءة. يبين سليمان أن الحل الذكي لا يكون فقط بالتكنولوجيا وإنما يحتاج إلى خوارزميات قائمة على النظرية العلمية بالاختصاص المطلوب سواء بالطب او الصناعة أو الزراعة أو البيئة

وعليه فهناك ضرورة أن يتعلم المختصون البيئيون لغة الخوارزميات بحيث عندما يصل المختص البيئي إلى توصيف مشكلة يكون هذا التوصيف قابلاً للبرمجة والتطبيق للوصول إلى حلول وخوارزميات تقدم للمختص التقني لكي يبرمجها. كما أنه من الضروري أن يتعرف على آلية عمل إنترنت الأشياء ودعم تطبيقات الويب التي تساعد في تطوير الأنظمة الذكية والتعرف عليها لكي يستطيعوا اختبار النظام الذي يضعونه بخصوص الجانب البيئي على سبيل المثال، ويمكن استخدامها لجميع جوانب الحياة؛ حيث تعتمد آلية العمل على بناء داتا لأنظمة التنبؤ التي تستخدم للتنبؤ بالمخاطر لإنتاج أنظمة الإنذار المبكر ضد المخاطر البيئية الموجودة باستخدام الذكاء الصنعي وخوارزميات التعلم الآلي. ولفت الباحث بأن هذه الخوارزميات بحاجة إلى تعليم واستخدام الداتا ست لتعليم الأنظمة الذكية بحيث تكون فاعلة في التنبؤ وبما يمكن أن يحدث على أرض الواقع.

داتا خاصة

كان أهم ما أوصى به الدكتور علاء سليمان من خلال ورقته البحثية، هي ضرورة التركيز لبناء قاعدة بيانات خاصة بالجمهورية العربية السورية، إذ إن البيانات العالمية لا تكون مناسبة للبيئة السورية، وبالتالي هناك حاجة لداتا خاصة تدارس الواقع البيئي الحالي وترصد جميع التأثيرات وما قد يطرأ عليها من تغيرات عبر داتا خاصة بنا وقال: إن داتا ست تشبه الأنظمة التي نعمل عليها، كما أن هناك أهمية لتوجيه الطلاب والباحثين في أي قضية أو مسألة علمية أن تكون هناك قاعدة بيانات تستخدم لتعليم الأنظمة الذكية، كما أن وهناك ضرورة لبناء مشاريع قائمة على التعاون بين الكليات العلمية البيئية والكليات التقنية لإنتاج مشاريع تدمج التكنولوجيا مع النظريات البيئة، وهذا يتطلب تدريب الطلاب من المراحل الدراسية الأولى للدخول في هذا المجال بشكل صحيح.