يمثل تزايد انتشار زيادة الوزن والسمنة تحدياً طبياً عالمياً كبيراً. يبحث الأطباء والعلماء منذ عقود عن علاجات فعّالة للسمنة المفرطة. كان الأطباء يعتقدون أن التحكم في نشاط منطقة معينة في الدماغ، والتي تعد جزءاً من المركز العاطفي للدماغ، والذي يدعى اللوزة، يؤثر على التحكم في الشهية. الآن يسلط بحث جديد الضوء على تحديد نهج محتمل جديد لعلاج السمنة.

وجد العلماء أنه إلى جانب التغيرات في نمط الحياة، فإن العوامل الوراثية تلعب دوراً بالغ الأهمية في تطور السمنة. وفي بحثهم الجديد حدد الباحثون في جامعة لايبزيغ وجامعة هاينريش هاينه دوسلدورف منظماً جديداً لسلوك الأكل. نشرت نتائج البحث في مجلة "ناتشر Nature" المشهورة عالمياً، وفي المجلة العلمية مفتوحة الوصول ومتعددة التخصصات "نقل الإشارات والعلاج المستهدف".

تقول الدكتورة دورين ثور، المؤلفة الرئيسية للدراسة والعالمة في كلية الطب بجامعة لايبزيغ: "يؤكد بحثنا فهمنا غير الكامل للعوامل التي تتحكم في تناول الطعام. إنه يكشف أيضاً عن التورط المحتمل للمستقبِلات التي كان العلماء يجهلونها سابقاً". إن المستقبٍل الذي جرى تحديده حديثاً، وهو لاتروفيلين 1، كان قد دُرس بشكل رئيسي لتحديد وظائفه في الدماغ مثل تكوين المشبك العصبي وتطوره، ولكن ليس لدوره في التحكم في تناول الطعام. وهذا المستقبل مقترن بالبروتين G وقد سمي بهذا الاسم بسبب قدرته على الارتباط بالسموم العصبية اللاتروتوكسين. ينتج هذا السم من قبل بعض العناكب، بما في ذلك الأرملة السوداء في البحر الأبيض المتوسط، وله مستقبل لاتروفيلين 1 كبنية مستهدفة عصبية رئيسية.

التأثير على سلوك الأكل

وفي دراستهم، أظهرت فرق البحث بقيادة الدكتورة ثور من جامعة لايبزيغ والبروفيسور سيمون بروميل من جامعة هاينريش هاينه دوسلدورف، أن مستقبل اللاتروفيلين 1 موجود في مناطق الدماغ التي تتحكم في سلوك الأكل وكذلك في الأنسجة الدهنية. وفي الدراسة، أظهرت الفئران التي تفتقر إلى هذا المستقبل زيادة في تناول الطعام وانخفاضاً في النشاط البدني. رغم أن الفئران الأصغر عمراً كانت في البداية تتمتع بوزن طبيعي، إلا أنها أصبحت تعاني من زيادة في الوزن بشكل ملحوظ على مدار أربعة أشهر أخرى. وهذا بدوره أدى إلى أمراض مصاحبة للسمنة معروفة، مثل الكبد الدهني ومرض السكري.

بالإضافة إلى ذلك، حدد الباحثون متغيراً لمستقبل اللاتروفيلين 1 في بيانات التسلسل من مجموعة السمنة في لايبزيغ التي حدثت لدى مريض واحد يعاني من زيادة الوزن. أشارت دراسات زراعة الخلايا إلى ضعف وظيفة هذا المتغير، الأمر الذي يشير إلى أن المستقبل قد يلعب دوراً في تطور السمنة، ليس فقط في النماذج الحيوانية، ولكن عند البشر أيضاً.

يقول البروفيسور سيمون بروميل، مؤلف مشارك في الدراسة: "توفر النتائج نهجاً جديداً لفهم تنظيم تناول الطعام وتطور السمنة".

ستوضح الآن الدراسات المستقبلية في مجموعات البحث المشاركة في جامعات لايبزيغ ودوسلدورف ما إذا كان المستقبل يمكن أن يكون بمثابة هدف دوائي محتمل لتنظيم تناول الطعام عند المصابين بالسمنة المفرطة.

----

عن موقع: https://scitechdaily.com