يشكل مشروع التخرج جزءاً أساسياً من برامج التعليم العالي، ويعتبر أحد أهم المناسبات في حياة الطلاب. إضافة إلى كونه مشروعاً علمياً يتطلب من الطالب تطبيق المعرفة والمهارات التي اكتسبها خلال فترة دراسته وتطويرها في مشروع عملي، وخاصة لدى الكليات الهندسية والتطبيقية والتي من ضمنها مشاريع التخرج لدى طلبة قسم النبات في كلية الزراعة بدمشق، والتي تميزت هذا العام بوجود 50 مشروعاً بحثياً قابلاً للتطبيق والاستفادة منه في حماية ووقاية النبات والحيوان وبالتالي التنمية الاقتصادية.

الدكتور زكريا الناصر رئيس القسم الذي أشرف على مناقشة هذه المشاريع بيّن أهميتها من حيث التطبيق المعرفي ولفت إلى أن مشاريع التخرج هي فرصة للطلاب لتطبيق المفاهيم والمعارف التي اكتسبوها في مجال تخصصهم على مشروع عملي وتطبيقها في سياق واقعي. كما أنه يساعد على تطوير وتعزيز مهارات الطلاب، بما في ذلك مهارات البحث والتحليل والتصميم والتنظيم والاتصال والإلقاء والعمل الجماعي. هذه المهارات ستكون قيّمة للطلاب في حياتهم المهنية في المستقبل.

تمتلك المشاريع المطروحة من قبل الطلاب أهمية، بما تحمله من حلول علمية لحماية النباتات من الآفات والأعفان والتوجه نحو الجوانب البيئية الطبيعية البعيدة عن مواد المكافحة الكيميائية. ويقول الدكتور ناصر إنه تمت مناقشة المشاريع من قبل لجنة متخصصة بالتقييم وأن هذه المشاريع هي مادة من مواد السنة الخامسة لطلاب كلية الزراعة ومنهم قسم وقاية النبات. وأن مشروع التخرج هو عبارة عن عمل واقعي يقوم الطالب من خلاله بإيجاد فكرة علمية والبحث عنها وتجميع المعلومات المتعلقة بها، ومن ثم يقوم بتجربة بسيطة. على سبيل المثال تجربة الفول السوداني وتجربة حشرات المخازن وتجربة أعفان التخزين وتجربة آفات المحاصيل الحقلية والكثير من التجارب التي تقام داخل المخابر بشكل واقعي، وتطبق النتائج والقراءات التي يصل إليها صاحب المشروع. وبعدها يقوم بدراسة وقولبة لهذه النتائج لكي يعرف أين أعطى المبيد نتيجة في المكافحة وغير المكافحة، وهل هذا المركب الذي تم استخدامه فعال لهذه الآفة أم غير فعال، وهل المواد الطبيعية التي قارنها مع المبيدات سوف تعطي فعالية.

وأكد الدكتور الناصر أن الطالب من خلاله مشروعه يكون قد وضع بحثاً بسيطاً تعلم منه طرائق العمل ووضع الفكرة العلمية وترتيب الأفكار وصبها على الورق، وصولاً إلى الاستنتاجات والتوصيات الخاصة بالمشروع.

ويرى الدكتور عداس عز الدين وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم لمشاريع التخرج، أن البحث العلمي الزراعي يشكل منصة للطلاب لإظهار قدراتهم الإبداعية والابتكارية. يمكن للطلاب تصميم وتنفيذ مشروع يحل مشكلة معينة أو يقدم حلاً جديدًا لمشكلة موجودة في مجالهم التخصصي.

وأكد على أهمية هذه المشاريع المطروحة من قبل طلاب السنة الخامسة في ظل الحاجة الماسة خلال المرحلة القادمة إلى خبراء زراعيين وخاصة بعد أن تعرض الإنتاج الزراعي في سورية إلى الانخفاض نوعاً ما. وبيّن ضرورة إعادة النظر بالسياسة الزراعية بشكل كامل من خلال هؤلاء الطلاب الذين ينتقلون للعمل في الحقل، وبالتالي يجب أن تكون لديهم خبرة كبيرة جداً في مجال المكافحة والوقاية وحماية المحاصيل الزراعية وزيادة نسبة الإنتاج في وحدة المساحة.

وأشار عز الدين إلى أنه في قسم وقاية النبات يتم تركيز الأبحاث عن كيفية الحد من المكافحة الكيميائية والاستعاضة عنها بالمكافحة الحيوية.

من المشاريع اللافتة التي قدمت هو مشروع للطالب محمد أحمد من جمهورية السودان تحدث من خلاله عن أنواع الفطور التي تصيب الفول السوداني في المخازن بعد أن جمع العينات من الأسواق السورية مثل "سوق مساكن برزة وسوق الهال"، وعمل على تخزينها، ومن ثم دراسة أنواع الفطريات الموجودة وتحديداً كميتها والوصول إلى النتائج. وأشار أحمد إلى أن الموضوع من حيث الفكرة تم التطرق إليه سابقاً، لكنه جديد من حيث الأهداف وطرائق البحث والتطورات التي حملها في موضوع تخزين الفستق السوداني مقشراً أو بذوره الأساسية، والنتائج التي توصل إليها وخاصة أن الفول السوداني يزرع في سورية مروياً في جميع المحافظات، وهو حساس لفطريات التخزين، ولا بد من تطوير إجراءات مكافحة أعفان البذور ومراعاة فترة الحصاد في الوقت المناسب والانتباه إلى نسبة الرطوبة وموضوع التشميس وفحص البذور بشكل متكرر أثناء عملية التخزين.

وهناك بحث آخر للطالبة المهندسة عبير الحميدي تحدثت فيه عن اختبار الأكاروسات الضارة على المزروعات في سورية والأضرار الاقتصادية للأكاروسات العنكبوتية تحت عنوان "تأثير المستخلصات على نبات الطيون والقطيف والإزدرخت"، بإشراف الدكتور زكريا الناصر والدكتور محمد قنوع.