تنقسم لغات الإشارة التي بدأ علماء اللغة دراستها إلى فئتين، وتتميز بالظروف الاجتماعية لتشكيلها؛ حيث يطلق عليها لغة الإشارة لمجتمع الصم. وكما هو معروف فإن هذه اللغة يستخدمها الصم والبكم في التواصل وتتيح لهم التواصل مع الآخرين وإرسال اللغة واستقبالها، أي لإتمام عمليات التخاطب. وهي اللغة التي استخدمت للمرة الأولى في القرن الثامن عشر عندما بدأ باستخدامها الطبيب الأمريكي "دي لييه" مع الأطفال الذين يعانون من الصم، ومنها انتقلت إلى أوروبا ومن ثم إلى العالم كله.

مما تقدم نجد أنه من المهم تسليط الضوء على أحد المشاريع الفائزة في ملتقى فرصة 2024 الذي أطلقه الاتحاد الوطني لطلبة سورية. وقد حقق هدفاً ريادياً عملت عليه الطالبة فرح التل، وهي خبيرة لغة إشارة، مشروعها الرائد والذي يقدم خدمة جديدة ومتطورة للصم والبكم في عالم خدمات التواصل. فهو وفقاً للمخترعة يقدم خدمات الترجمة الفورية للصم عن طريق مكالمات الفيديو؛ إذ يقوم بترجمة الوثائق التي يتم إرسالها من الشخص الأصم إلى أصحاب المشروع، وهم يرسلون له الفيديو المترجم بلغة الإشارة عن طريق حجز مترجم فوري في حال كان يريد الذهاب معه إلى مراجعة المؤسسات أو الدوائر الرسمية أو أي جهة يحتاج فيها إلى مترجم معه.

وبينت التل أنهم كمترجمين لغة إشارة في وزارة العدل، هناك اهتمام بهذا الجانب في حال كان الأصم يحتاج إلى مترجم معه في المحاكم، وهناك الكثير من الصم يتواصلون معهم على الجوالات بشكل شخصي لكي يسهلوا لهم التواصل في المحاكم. لهذا جاءت فكرة التطبيق بناء على الاحتياجات التي لاحظوها لدى هذه الشريحة. ويتم حالياً تطوير الفكرة لتغطية المحافظات التي لا يوجد فيها مترجمين لغة إشارة.

وقالت صاحبة المشروع: يطبق هذا المشروع لأول مرة في سورية وهو غير مكلف والأجور التي تدفع للفيديو هي أقل من الأجور التي يدفعها للمترجم الذي يرافقه، وبالتالي هو يوفر الوقت والمال والمواصلات. وبالنسبة إلى مترجمي لغة الإشارة، فهو يوفر جهداً، ويمكن تخديم أكبر عدد بأقل وقت.

تجدر الإشارة إلى أن أنواع لغة الإشارة تختلف بتنوع اللغة المنطوقة في البلاد. فكما توجد لغة الإشارة العربية، توجد أيضاً لغة الإشارة الأمريكية والبريطانية. وعليه، فهناك اختلافات في حركات اليد بناء على اختلاف الحروف والأرقام. وتكمن أهمية هذه اللغة في أنها تساعد أكثر من 20 مليون إنسان يعانون من الصم الكامل على مستوى العالم، لتكون أهمية حلقة تواصل مع مجتمعاتهم.