تدور ريادة الأعمال حول وضع أفكار جديدة على الطاولة، وتحويلها إلى مشاريع ناجحة وتطوير المهارات في هذا الجانب. يجد غالبية طلاب وخريجي أقسام الإحصاء في الجامعات السورية أنفسهم بعيدين عن هذه الريادة وعن المهارات التي تساعدهم للدخول إلى سوق العمل.
تدور ريادة الأعمال حول وضع أفكار جديدة على الطاولة، وتحويلها إلى مشاريع ناجحة وتطوير المهارات في هذا الجانب. يجد غالبية طلاب وخريجي أقسام الإحصاء في الجامعات السورية أنفسهم بعيدين عن هذه الريادة وعن المهارات التي تساعدهم للدخول إلى سوق العمل.
خصصت الدكتورة رفيف الحبيب، دكتوراه في قسم الإحصاء بجامعة حماة وعضو هيئة تدريسية، ورقتها البحثية التي عملت عليها مؤخراً، لتسليط الضوء على مهارات الرياديين الإحصائيين وما يحتاجه الطالب أو الخريج الجامعي من خبرات لكي يبدأ مسيرته في البحث العلمي، وما هي الخطوات والأدوات التي يحتاجها لهذا الجانب.
وبينت أن الأدوات الأساسية للدخول إلى عالم الإحصاء بشكل صحيح هي: إتقان اللغة الإنكليزية لأنها أساس الدخول في عالم البرمجة، وإتقان البرامج الإحصائية المعروفة عالمياً، لأنها تخدمه بسوق العمل وتكون بوابة له لمتابعة مسيرته المهنية. وأن يكون على مسافة قريبة من خبراء الإحصاء والاقتصاد إضافة لضرورة امتلاكه حسن المبادرة والشغف. وقالت الدكتورة رفيف حبيب إن ما ذكرته هي أولى الأدوات التي يستخدمها طالب الإحصاء للدخول في مسيرة البحث العلمي أولاً ومن ثم الدخول إلى سوق العمل.
المشكلة الأكبر
ترى الباحثة أن أكبر مشكلة يعاني منها خريجو الإحصاء بشكل عام هي صعوبة التعامل مع البرامج الإحصائية بشكل محترف، وهذه الإشكالية واضحة من خلال المتابعة مع الكثير من الخريجين، وهي تعود لقدم المناهج التعليمية في الكليات والأسلوب التعليمي الذي يعتمد على التلقين بالدرجة الأولى، بعيداً عن الجوانب العملية وعن التدريب المهني.
هذا الأمر وفقاً للدكتورة رفيف أدى إلى وجود ظاهرة لدى الطلاب والخريجين متمثلة بقلة التقدير الذاتي، فلا يشعرون بمكانتهم في المجتمع. وعليه كان التركيز في ورقتها البحثية على تقديم دفع إيجابي لهؤلاء الطلاب وتسليط الضوء على مجالات العمل المتنوعة والفرص التي يستفيدون منها بمختلف القطاعات. إضافة إلى اهتمامهم بالبحث العلمي وإتقانهم الأدوات اللازمة لذلك.
توفر فرص العمل
وبينت الدكتورة حبيب أن هناك مهتمين كثراً بمجال الإحصاء وهم ليسوا من الدارسين في هذا الاختصاص، وقد أثبتوا جدارتهم من خلال البرمجة الإحصائية والتدريب المتواصل. وهي مهارات على الأغلب لا يأخذها الطالب على مقاعد الدراسة بشكلها المتكامل ضمن المناهج الإحصائية. لهذا كان التركيز في هذا البحث على الأدوات والمهارات التي يجب الحصول عليها أثناء الدراسة الجامعية وبعد التخرج لكي يدخل في مجال البحث العلمي الخاص بالإحصاء أولاً وعلى فرص عمل قد تكون موجودة في كل القطاعات الصناعية والتجارية وغيرها.
وأشارت إلى ضرورة تعاون الشركات والمؤسسات التي تحتاج إلى موظفي بيانات وإحصاء مع الجامعات لتدريب الطلاب واختيار الأنسب لهم. وكذلك هناك حاجة لاختيار عشرة طلاب من كل كلية أو جامعة لتعريفهم بالشركة وآليات العمل كنوع من التدريب الميداني. وبهذا يكون الطالب على تواصل مع سوق العمل ومعرفة ما هي احتياجاته بعد التخرج.