الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً. هناك الكثير ممن يعتقدون أن بإمكان الذكاء الاصطناعي النجاح في حل أي مشكلة، وهذا ليس صحيحاً تماماً.

هل تريد استخدام الذكاء الاصطناعي (AI)؟ هل تخاف من تجربته، أم أنك تشك في أنه يسيطر على العالم؟ ربما تكون قد استخدمته بالفعل، دون علمك.

لكن لا تقلق، فهو ليس جاهزاً لاستعبادنا جميعاً حتى الآن، على الأقل وفقًا لاثنين من الرؤساء التنفيذيين... أحدهما من شركة AI ذكاء اصطناعي، والآخر من شركة ألايف ستريمينغ بث مباشر.

لم يسبق لي أن جربت الذكاء الاصطناعي!

وفقًا لموقع لشركة ميديوم، من المحتمل أن تكون مستخدماً للذكاء الاصطناعي، سواء كنت تدرك ذلك أم لا. هل سبق لك أن تلقيت قائمة بمنتجات طلبتها عبر الإنترنت؟ هل يحتوي بريدك الإلكتروني على عوامل فلترة، أو يقدم ردوداً ذكية؟ هل كتبت شيئًا ما على محرك البحث غوغل من قبل وقدم لك بعض مصطلحات البحث المقترحة؟ هل أرسل لك مصرفك أو مؤسستك المالية تنبيهاً عبر البريد الإلكتروني؟ هل أظهر الإنترنت لك خريطة تدلك على أسرع الطرق؟ هل استخدمت جهاز مراقبة التمرين الرياضي أو جهاز تتبع اللياقة البدنية؟

نعم إنك تستخدم العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي دون علمك.

وفقًا لمركز بيو للأبحاث، يقول 46% من الأمريكيين إنهم يستخدمون مساعدين رقميين يتم التحكم من خلال أصواتهم بسلوك المستهلك، ونصفهم تقريباً عبر هاتف ذكي. ويستخدم الباقي جهاز كمبيوتر أو جهازاً لوحياً أو أي جهاز آخر. كما يمكنك أن تتخيل، من المرجح أن يستخدمه الأشخاص الأصغر سناً.

وقد يتم التقليل من أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي هذا، إذ يكشف مركز ديلوات البحثي احتمال استخدام ما يقرب من ثلثي الأمريكيين لتلك المنتجات والخدمات المذكورة سابقاً، دون أن يدركوا أن الصوت على الطرف الآخر صوتاً آلياً. ونحن نستخدم مثل هذا التعلم الآلي حوالي 47 مرة يومياً - على مدار السنوات الثلاث الماضية - بينما يزداد اهتمام الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً بهذه التكنولوجيا الجديدة.

الخيال العلمي

بالنسبة إلى أولئك الذين يتجنبون الذكاء الاصطناعي كما لو أنه الطاعون، وجد مركز بيو للأبحاث عدة أسباب لذلك. حيث تحدث أكثر من ربع المستجيبين للسؤال عن مخاوف تتعلق بالخصوصية، تلى ذلك الحديث عن أن "استخدامه معقد للغاية". فيما أيد آخرون الحجة القائلة بأن الذكاء الاصطناعي "مبالغ فيه"، كما ورد في مقال نُشر مؤخراً في مجلة فوربس.

من أجل "تجاوز الأسطورة" المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، لجأت صحيفة الأوبزرفر إلى روب كاربنتر، الرئيس التنفيذي لشركة فاليانت للذكاء الاصطناعي، الذي ساعد في إطلاق شخصية هولي الصوتية لتلقي طلبات الوجبات السريعة وبيع العناصر وزيادة بيانات العملاء. أجريت أيضاً مقابلة مع ديف ستوبنفول، الرئيس التنفيذي لشركة Wowza Media Systems، وهي شركة بث مباشر قامت ببناء منصات ومراقبتها لمايكروسوفت وفيسبوك ولينكد إن.

أوضح كاربنتر أن "الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً. هناك الكثير ممن يعتقدون أن بإمكان الذكاء الاصطناعي النجاح في حل أي مشكلة، وهذا ليس صحيحاً تماماً".

وأضاف ستوبنفول: "ما أعرفه هو أن الذكاء الاصطناعي عبارة عن آلة تنبؤ إحصائي، تقوم بإجراء التخمينات بناء على البيانات المدخلة. سوف يمر 50 عاماً على الأقل قبل أن نصل إلى الذكاء الاصطناعي العام. فالذكاء الاصطناعي الضيق هو ما وصلنا إليه الآن، لكننا نبلي حسنا حقاً". بعبارة أخرى، سوف يمر بعض الوقت قبل أن نصل إلى عالم يفصح فيه الآليون عن هويّاتهم.

العمالة والذكاء الاصطناعي

هل يتعلق الذكاء الاصطناعي بالرغبة في خفض التكاليف لأننا نخفض القوى العاملة؟ أشار كاربنتر إلى أنه "عندما تم البدء (بإنشاء شخصية صوتية وتدعى "هولي" في مجال الوجبات السريعة)، انجذب العملاء نحو فكرة توفير العمالة، وليس التخلص من العمال، خاصة في ضوء وجود 800000 منصب شاغر". "لكن الأمر لا يتعلق الآن بخفض الوظائف، بل بتحسين الأداء وتقديم خدمة أفضل للعملاء، مع زيادة الدخل".

إن الأمر يزيد عن مجرد ابتسامة هولي الاصطناعية. حيث يمكن لمثل هذه الآلات جمع ثروة من المعلومات حول العملاء، والتي لا يمكن للإنسان العادي تجميعها أثناء إعداد الوجبات السريعة وتقديمها بلغات متعددة.

هل ستكون هناك حاجة للوظائف؟ قال ستوبنفول: "سنجمع الكثير من المعلومات، وبالتالي ستواجهنا مشكلة البيانات الضخمة، التي ستخلق حاجة كبيرة لتحليلها".

هذا يبسط أسطورة "الذكاء الاصطناعي"، لكن ماذا عن الكلمات الطنانة الأخرى مثلG5 الجيل الخامس و 4K المتعلق بدقة العرض؟

أوضح كاربنتر: "ستوفر تقنية الجيل الخامس مزيداً من الموثوقية، ومنتجاً أكبر لبث الصوت والفيديو، بالإضافة إلى زيادة القدرة على تحميل الأفلام والأغاني، وتشغيل ألعاب الفيديو". "ستوفر هذه الألعاب صوراً واقعية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون G5 مهمة حقاً للسيارات ذاتية القيادة".

تابع ستوبنفول: "دقة الكيه فور 4K هي الدقة التالية للفيديو". "في الوقت الحالي، يبدو اليو تيوب YouTube سيئاً للغاية حين عرضه على شاشة تلفزيون 70 بوصة، لكننا نقترب الآن من دقة الفيلم. ليبدو رائعاً".

وخلص كاربنتر إلى أن: "الذكاء الاصطناعي موجود في كل مكان. والسؤال هو: ما مدى سرعة انتشاره في الاثني عشر شهراً المقبلة. فكلما بدا الأمر أكثر إنسانية، زادت احتمالية اعتمادنا عليه".

----

ترجمة عن موقع صحيفة الأوبزرفر البريطانية