حصل على المرتبة الأولى في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وعين معيداً في القسم، وبعد نيله درجة الماجستير ومن ثم حصوله على شهادة الدكتوراه في عام 1990، عُين مدرساً لمادة النحو والصرف في العام نفسه، إلى أن حصل على درجة الأستاذية البروفسور في عام 2004 ومازال على رأس عملي في الجامعة في قسم اللغة العربية حتى الآن.

مع أن العربية لم تكن اختياره الأول ولم يضعها ضمن رغباته الأولى عندما تقدم للتسجيل في الجامعة، إلا أنها سكنت روحه وعقله مذ دخلها وحضر أول محاضرة في الأدب الجاهلي للدكتور وهب رومية، حيث تغيرت كل أفكاره حول اللغة العربية وبدأ لديه شحذ الهمم، ليزيد تعلقه بها من خلال الطريقة التي يقدمها بها الدكتور عاصم البيطار رحمه الله، حتى غدت جزءاً من روحه نلتمسها في حضور محاضراته والفعاليات والمؤتمرات التي يشارك فيها، وهو القدوة لطلابه في اللغة العربية بأسلوبه ومؤلفاته، ساعياً لترسيخها في عقول الأجيال وقلوبهم.

التزامه بالعربية

التقت "البوابة المعرفية"الدكتور محمد موعد الأستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وتحدث عن ميوله وكيف أصبحت العربية خلال سنوات دراسته شغفاً كبيراً، حيث قال: "حبي للعربية لم يتأصل إلا بعد أن خضت رحلتي بين ثناياها. فبعد نجاحي في الثانوية الصناعية حيث كانت حرفتي النجارة، كان حلمي الدخول إلى كلية الفنون الجميلة والتخرج مهندس ديكور، وعملت على هذا الطموح منذ صغري. ولكن بعد أن تقدمت إلى كلية الفنون الجميلة، ولم أوفق في هذا، أعدت الثانوية مرة ثانية وحصلت على مجموع كبير كان يؤهلني للدخول إلى أي اختصاص في ذلك الزمان. ولكن عندما لم أوفق بالدخول إلى كلية الفنون الجميلة للمرة الثانية، وجدت أن قسم اللغة العربية هو القسم الأنسب لوضعي؛ حيث كنت في تلك الأيام أعمل نجاراً في الخيط العربي والديكور وهي هوايتي الأساسية، وهو قسم لا يحتاج إلى الكثير من الالتزام بالدوام. كما أن دوامي في الفترة المسائية مكنني من أكون من الأوائل على القسم وأن أعين معيداً في قسم اللغة العربية عام 1984 بعد ذلك نلت درجة ماجستير ومن ثم الدكتوراه، وكانت اللغة العربية قد تمكنت مني وأخذت كل اهتمامي وحبي.

من مؤلفاته

مسيرته العلمية

وفيما يتعلق بمسيرته العلمية بعد المرحلة الجامعية الأولى يكمل قائلاً: "حصلت على المرتبة الأولى في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وعينت معيداً في القسم، وبعد نيلي درجة الماجستير ومن ثم حصول على شهادة الدكتوراه في عام 1990، عُينت مدرساً لمادة النحو والصرف في العام نفسه، بعد ذلك تدرجت في الترقي في المراتب العلمية إلى أن حصلت على درجة الأستاذية البروفسور في عام 2004 ومازلت على رأس عملي في الجامعة في قسم اللغة العربية حتى الآن. أما المناصب الإدارية التي عينت فيها، فهي رئيس قسم اللغة العربية ونائب لعميد كلية الآداب للشؤون العلمية وكذلك نائب لرئيس تحرير مجلة جامعة دمشق، وكنت مديراً لمجلة التراث العربي في اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وعضو لجنة تمكين اللغة العربية في وزارة التعليم العالي.

بين القديم والجديد

قد تكون أولى مسؤوليات المدرس هي تحفيز الطالب على العلم، ولكن عندما يؤمن بالعربية وهي منه في لفظه وحاله وخطابه، يشعر أن هناك توافقاً بينه وبينها، وعليه فإن الدكتور محمد موعد وبعد أن أنهى رسالة الدكتوراه التي كانت حول علم من أعلام اللغة والنحو واسمه محمد بن القاسم الأنباري تحت عنوان (محمد الأنباري في النحو والصرف واللغة) والذي يقال له أبو بكر، وهو غير الأنباري صاحب كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف والذي يقال له أبو البركات، عمل على تأليف كتاب بالمشاركة يقع في ستة أجزاء عنوانه (أعيان العصر وأنصار النصر) صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي وهو عالم مشهور وله كتاب في تراجع الأعلام اسمه الوافي بالوافيات، والكتاب خرج عن مركز جمعة الماجد بالتعاون مع دار الفكر في عام 1996، كما ألف العديد من الكتب التعليمية ومنها (الميسر في القواعد والإعراب) وآخر اسمه (الميسر في التطبيق النحوي) حيث حاول في هذه الكتب الجمع بين المادة التطبيقية العملية والمادة النظرية.

انتقل بعدها إلى مؤلفات جديدة ومنها كتاب يحمل عنوان (الدرس النحوي أم مدرسة نحوية) يناقش من خلاله فكرة إن كان لدينا مدارس نحوية في الفكر العربي كما شاع بين الناس؟ مثل مدرسة البصرة والكوفة والأندلسية، ليصل إلى يقين كامل بأن النحو العربي لم يعرف هذه المدارس، وهناك مدرسة واحدة هي (المدرسة البصرية) وعدا ذلك فهي ليست مدارس وإنما مذاهب، لأننا عندما ننظر في النحو العربي، فإن أسسه وأصوله واحدة وليس فيها أي تباين أو تفاوت. وعليه نفى الموعد أن يكون للنحو العربي مدارس عدة. ومن الكتب الحديثة التي ذكرها هي كتاب حول (الموروث اللغوي وأثره في بناء اللغة) وكيف نبنيه لدى الطلاب الناشئة وخاصة أنه لدينا مشكلة عويصة في تعلم اللغة العربية، وقد صدر عن وزارة الثقافة.

وهناك كتاب آخر اسمه (سحر اللغة والبيان) صدر عام 2019 ، جاءت فكرة الكتاب من واقع الطلبة الذين أصبحوا لا يتذوقون الشعر سواء كان قديماً أم حديثاً، فهناك فجوة بين الطلاب وبين الأدب، على عكس الشعوب الأخرى التي تتمسك بالشعر لأنه ديوان الأمة ومستودع الفكر والعادات والتاريخ، فكان الكتاب لتشجيع الطلاب على أنه في تراثنا نصوص يمكن إذا نظرنا إليها نظرة جمالية أن نتذوقها، إضافة إلى وجود 50 مقالة علمية منشورة في مجلات محلية وعربية.

رسالته العريقة

رسالة الباحث تبدأ من العربية الأم، ولا تنتهي إلا بجهود كبيرة يسعى معها الجميع لإنقاذ هذه اللغة، وبحسب قوله: هناك مشكلة متأصلة لدى هذا الجيل مع لغته، وهي لم تنته إلا إذا عدنا إلى ما أوصى به بعض علماء اللغة في أستراليا منذ أربعينات القرن الماضي الذين قالوا يستطيع طفل متوسط الذكاء أن يتعلم بالسماع سبع لغات، ذلك أنهم اكتشفوا وجود منطقتين في دماغ الطفل واحدة لاستقبال اللغة والمحاكاة وهي تبدأ منذ ولادة الطفل حتى سن السبع سنوات، فهو يقلد ما يسمع وتمكنه من التعلم السماعي لسبع لغات دفعة واحدة، بعد ذلك تفتح منطقة التعلم التي هي منطقة اكتساب العلم. والمشكلة لدينا أن الطفل خلال هذه السنوات السبع يتعلم العامية، ولا يعرف العربية الصحيحة إلا بعد قدومه إلى المدرسة، فيجد تبايناً بين ما سمع وما يكتسب.

ويرى الباحث أن حل هذه الازدواجية يسير جداً، ولا داعي أن يكون الأهل خريجي لغة عربية، إذ بإمكانهم أن يضعوا كل يوم نصاًفصيحاً لطفلهم ليسمعه، ومع تكرار ما يسمع من عبارات لغوية صحيحة يصبح لديه مخزون من المفردات اللغوية السليمة. مستغرباً هذا العداء الذي يظهره أبناء الأمة للغتهم العربية، وكيف يضيع حل هذه المشكلة بتقاذف التهم بين وزارتي التربية التي تخرج طلاباً ضعافاً في اللغة وترسلهم إلى الجامعات، وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تخرج مدرسين غير متمكنين من اللغة. مع أن حلها يمكن أن يكون بإجماع عدد من المفكرين والأدباء والتربويين حول تصور معين أو خطة وطنية يمكن تطبيقها خلال السنوات القادمة.

الواقع البحثي

رغم الجمالية الكبيرة التي تتمتع بها اللغة العربية، وما يقدمه باحثو قسم اللغة العربية بجامعة دمشق من رسائل ماجستير ودكتوراه ترفع الرأس لجودتها وتميزها، إلا أن هذه الرسائل تبقى حبيسة الأدراج، هذا ما أكده الموعد، وتابع قائلاً: لمن تخزن هذه الرسائل؟ لدنيا في القسم أساتذة على مستوى راق جداً ويشار إليهم بالبنان في العالم كله. فقسم اللغة العربية في جامعة دمشق لديه أساتذة وطلبة يملكون إمكانيات بحثية جيدة، وتوجد رسائل بحثية متميزة جداً، وهذه العينات كلها تكدس في مكتبة الدراسات العليا، من دون أن تفكر أي جهة في الجامعة بطبعها أو نشرها. وخاصة أن الطالب يعمل على رسالته لعدة سنوات بشكل أكاديمي ودقيق، وبعد ذلك لا أحد يعمل شيئاً عن هذا الانجاز. وبالتالي يتوجب على الجامعة أن توصي لجان التحكيم التي تناقش هذه الأبحاث والرسائل، بأن تتبنى كل بحث تجده مميزاً ويرتقي للطباعة ليتم نشره والاستفادة منه. وهو أمر ينطبق على جميع الأقسام في كلية الآداب التي تشكل ثلث جامعة دمشق.