على امتداد آلاف السنين، حفل العالم أجمع بتفسيرات أسطورية لتساؤلات الإنسان الفلسفية، ثم جاء الفلاسفة اليونان فحاولوا أن يثبتوا للناس أن التفسيرات التي تقدمها الأساطير لا يمكن الثقة بها والركون إليها. وظهرت طريقة جديدة في التفكير قائمة على التجربة والعقل، وفي الواقع فقد كان هدف الفلاسفة اليونانيين الأوائل التوصل إلى تفسير طبيعي للعمليات التي تحدث في الطبيعة.

سجل هوميروس وهزيود أساطير يونانية عديدة في قالب شعري بليغ، وخلق هذا حالةً لم يكن لها مثيل، فما إن أصبحت الأساطير مدونة على الورق، حتى بات من الممكن أن تصبح موضوع بحث ومناقشة. ويمكننا أن نجد أنموذجاً للرؤية النقدية للأساطير لدى الفيلسوف أكسينوفان.

وعندما شرع اليونانيون بتأسيس المدن وإنشاء المستعمرات في جنوب إيطاليا وآسيا الصغرى، حيث سخروا العبيد في أداء الأعمال اليدوية، أصبح أمام المواطنين الأحرار متسعاً من الوقت يكرسونه في الاهتمام بالثقافة والسياسة، وظهرت طريقة جديدة في التفكير قائمة على التجربة والعقل، وفي الواقع فقد كان هدف الفلاسفة اليونانيين الأوائل التوصل إلى تفسير طبيعي للعمليات التي تحدث في الطبيعة[1]، وهؤلاء هم الفلاسفة الطبيعيون مثل طاليس وهيراقليطس وبارمنيدس وزينون وفيثاغورس وأمباذوقليس، وجميعهم بحثوا عن طبيعة الأشياء الخارجية وقوانين وأصول العالم المادي. وقد وصف سقراط هذه الفلسفة بالحسنة، لكنه رأى أن هناك فلسفة أجدر بالفلاسفة أن يدرسوها، وهي عقل الإنسان، واتجه إلى سبر غور الروح الإنسانية، وبحث عن العدالة والحياة والموت والشرف والفضيلة والأخلاق الوطنية، وتناول بالبحث والسؤال مثل هذه الأسئلة الأخلاقية والنفسية. واستطاع فعلاً أن يقدم جوابين ثابتين لسؤالين تناولا مشكلتين من أكثر مشاكلنا تعقيداً وهما: ما هو معنى الفضيلة؟ وما هي أفضل دولة؟

فرنسيس بيكون

أما في عهد تلميذه أفلاطون، فقد ألبس الفلسفة ثوبها الجميل واللامع الذي بدا في أسلوبه، والصعوبة في فهمه تمثلت في هذا المزيج المسكر بين الفلسفة والشعر والعلم والفن، وهو الذي قدم المحاورات الأفلاطونية التي ستبقى إحدى الكنوز الثمينة في العالم وأفضلها كتاب الجمهورية، ولقد قال عنه إمرسون: "إن أفلاطون هو الفلسفة، والفلسفة أفلاطون". أما ثالث أعظم فلاسفة الغرب فهو أرسطو الذي شكلت فلسفته غزواً للعالم، وهو الذي قام ببناء الاصطلاحات الفنية للعلم والمعرفة. ومن العسير أن يتم الحديث عن أي علم بغير استخدام عبارات ابتدعها أرسطو، فأسلوبه هذا كان حاجة ضرورية في تطور الفلسفة بل كان العمود الفقري لها[2].

لم يكن استقدام الفلسفة الرواقية أو الزينونية التي جاء بها التاجر الفينيقي زينون إلى أثينا حوالي 310 ق.م، سوى وجه واحد للتسرب الشرقي الواسع الذي دخل إلى اليونان، فقد كان المذهب الرواقي والأبيقوري استسلاماً وقبولاً للهزيمة ونظريات حول كيفية بلوغ الإنسان السعادة، على الرغم من ذل الاستعباد والخضوع، تماماً كما كانت فلسفة شوبنهور الرواقية الشرقية المتشائمة، وفلسفة رينان الأبيقورية البائسة في القرن /19/ شعارات للثورة المبعثرة وفرنسا المحطمة. وهذا التناقض الطبيعي في النظرية الأخلاقية، لم يكن جديداً بالنسبة إلى اليونانيين، إذ نجد الفيلسوف المكتئب هيراقليطس، والضاحك ديمقريطس، وانقسام تلاميذ سقراط إلى كلبيين ساخرين بالعالم لا يؤمنون بصلاح البشر، أو قورينائيين يقولون بأن الملذات غاية الحياة، وقد كانت فلسفة هاتين المدرستين غريبة عن التفكير اليوناني.

وعندما قام الرومان بنهب هلينيا، وجدوا هذه المدارس المتنافسة تتقاسم الميدان الفلسفي. وبما أن الرومان لم يكن لديهم الوقت والمقدرة على التأمل والتفكير، فقد عادوا بهذه الآراء الفلسفية مع جملة مغانمهم إلى روما، حيث كانت الفلسفة السائدة فيها هي فلسفة زينون الرواقية[3].

فلسفة العصور الوسطى

ثلاثة رجال وصفوا بأساتذة الكنيسة الغربية، وهم القديس أمبروز الذي حدد لرجال الدين فكرتهم عن العلاقة بين الكنيسة والدولة، والقديس جيروم الذي قدم للكنيسة الغربية إنجيلها اللاتيني، والقديس أوغسطين الذي صاغ للكنيسة لاهوتها الذي ظلّ حتى الإصلاح الديني، وهو أول فيلسوف من سلسة طويلة من الفلاسفة تأثرت آراؤهم التأملية الخالصة بضرورة مجاراتهم لما ورد في الكتاب المقدس، وهذا ما لا يمكن قوله عن الفلاسفة المسيحيين الأولين، وخير ما كتبه القديس أوغسطين في الفلسفة الخالصة هو الكتاب الحادي عشر من الاعترافات، كما أنه القديس والفيلسوف الذي أمدّ الكنيسة الغربية بالأساس النظري الذي تقيم عليه سياستها، وبعد أن جاءت حركة الإصلاح الديني أحيت مذهبه في الخلاص، لكنها نبذت تعاليمه النظرية. وبعد موته سنة 430 لم يكن ثمة فلسفة إلا قليلاً، فالقرن الخامس قد سادته أفعال التدمير، ومع ذلك فهي نفسها الأفعال التي رسمت إلى حدّ كبير الخطوط التي كانت أوروبا لتسير عليها فيما بعد في طريقها إلى التطور.

أما في القرن السادس فقد ظهر أربعة رجال من ذوي الأهمية الكبرى في تاريخ الثقافة، وهم بيثيوس وجيستيان وبندكت وغريغوري العظيم[4].

عصر النهضة

أربع حركات كبرى حددت معالم فترة الانتقال التي امتدت من بدء تراجع العصور الوسطى حتى القفزة الكبرى إلى الأمام في القرن الـ /17/. وأولى هذه الحركات هي النهضة الإيطالية في القرنين /15/ و/16/، فعلى الرغم من أن دانتي كان لا يزال متأثراً بطرق التفكير السائدة في العصور الوسطى، إلا أنه قدم باللغة الشعبية تلك الأداة التي جعلت الكلمة المكتوبة متاحة للإنسان العادي غير الملم باللاتينية، وقد عاد الاهتمام أيضاً بثقافة القدماء الدنيوية، وظهر ذلك جلياً في جميع العلوم والفنون، فبينما كانت الاهتمامات اللاهوتية تسود الجو العام في العصور الوسطى، أصبح مفكرو عصر النهضة أكثر اهتماماً بالإنسان، ومن هذه الحركة الجديدة استمدت الثقافة الجديدة اسمها "النزعة الإنسانية". كذلك كان لحركة النهضة تأثيرها القوي وانتقلت تدريجياً نحو الشمال إلى ألمانيا وفرنسا والأراضي الواطئة، فظهر في هذه البلاد باحثون إنسانيون عظام بعد مرور حوالي قرن على ظهور أسلافهم الإيطاليين.

وفي ألمانيا كانت الحركة الإنسانية معاصرة للإصلاح الديني الذي أتى به لوثر، وهو العامل الثالث من بين العوامل الكبرى التي أزالت عالم العصور الوسطى. والحقيقة أن المذاهب الإصلاحية تدين للحركة الإنسانية بفكرة كهانة الجميع، أي أن كل إنسان على اتصال مباشر بالله، وليس المسيح بحاجة إلى قسيسين وسطاء.

أما التطور الهام الرابع، فقد نشأ مباشرة عن إحياء الدراسات التجريبية، وهو الإحياء الذي استهلته حركة النقد عند أوكام، وخلال القرنين التاليين حدث تقدم هائل في ميادين علمية متعددة، أهمها إعادة اكتشاف نظام مركزية الشمس على يد كوبرنيكوس، ومنذ القرن /17/ أحرزت العلوم الفيزيائية والرياضية تقدماً سريعاً، واستطاعت عن طريق تطويرها الهائل للتكنولوجيا أن تضمن السيادة للغرب[5].

وفي إيطاليا كانت مدينة فلورنسا أهم مدينة حملت لواء حركة النهضة، فلم يسبق لأي مدينة باستثناء أثينا أن أنجبت مثل هذه الكوكبة اللامعة من الفنانين والمفكرين، إذ كان دانتي وميكيل أنجلو وليوناردو دافنشي وغيرهم من أهل فلورنسا، وكذلك كان غاليليو فيما بعد. أما في الفلسفة فيمكن القول بأن حركة النهضة الإيطالية لم تأت بأعمال كبرى، بل كانت فترة إعادة كشف للمنابع، وأدت إعادة دراسة فلسفة أفلاطون بوجه خاص إلى تحدي النزعة الأرسطية السائدة في المدارس. وفي ميدان الفلسفة السياسية فقد أنجبت النهضة الإيطالية شخصية بارزة هو نيكولو ميكافيلي، الذي كرس حياته للكتابة في هذا الميدان، فألف كتابين كبيرين هما "الأمير" وفيه درس الوسائل التي تكتسب بها القوة الاستبدادية، ويتم بها المحافظة عليها، وكتاب "الخطابات" الذي يقدم دراسة عامة للسلطة وممارستها في ظل مختلف أنواع الحكم.

كذلك من أعظم شخصيات الحركة الإنسانية الشمالية إرازموس من مدينة روتردام، صاحب كتاب "امتداح الحماقة"، الذي ألفه في بيت توماس مور أثناء زيارته له في لندن عام 1509، وقد كان مور أيضاً من أبرز رجال الحركة الإنسانية، وكان كاتباً غزير الإنتاج، لكن معظم كتاباته لا تكاد تقرأ اليوم، وترتكز شهرته على كتاب خيالي سياسي اسمه "يوتوبيا"، يعرض نظرية اجتماعية وسياسية تأملية استلهمها من جمهورية أفلاطون.

لقد كان المستوى الثقافي لرجال الإصلاح أقل من علماء الحركة الإنسانية الذين مهدوا لهم الطريق، غير أنهم كانوا يملكون تلك الحماسة الثورية التي يجد المفكرون الناقدون في كثير من الأحيان صعوبة في إبدائها، فقد كان مارتن لوثر راهباً أوغسطينياً ومعلماً للاهوت، وقد أعاد كتابة "العهد الجديد" باللغة الشعبية، هذا العمل الذي كان له بالنسبة إلى الألمان التأثير الذي كان للكوميديا الإلهية بالنسبة إلى الإيطاليين. وفي الأراضي الواطئة وفرنسا وسويسرا، فقد انتشرت الحركة الإصلاحية بسرعة كبيرة، وكان أقوى الإصلاحيين تأثراً بعد لوثر هو الفرنسي جان كالفان[6].

لم يكن القرنين /15/ و/16/ متميزين بصورة خاصة، ومن جهة أخرى فإن امتداد المعارف الجديدة وانتشار الكتب والإحياء القوي لتراث فيثاغورس وأفلاطون القديم، كل ذلك مهد الطريق للمذاهب الفلسفية الكبرى في القرن /17/ ما ساهم بظهور الثورة العلمية الكبرى التي بدأت بوصفها نزعة تتمسك بالفيثاغورية بدرجات متفاوتة، وأخذت تتخلى بالتدريج عن الأفكار الأرسطية السائدة في ميداني الفلك والفيزياء.

ولقد كان أول من عمل على إحياء نظرية أرسطارخوس في مركزية الشمس هو كوبرنيكوس، الذي عرض أفكاره عرضاً وافياً ضمن كتابه "في دورات الأجرام السماوية"، وفي الأبحاث الفلكية واصل تيكوبراهي الذي تمثل إسهامه الأكبر في هذا المجال من خلال تقديم سجلات هائلة ودقيقة عبر حركات الكواكب، من ثم جاء مساعده كبلر الذي وضع قوانينه الثلاثة، والتي شكلت خروجاً جذرياً عن التراث الفيثاغوري الحرفي الذي اتبعه كوبرنيكوس. ثم جاءت أبحاث غاليليو عن مسار المقذوفات، وهي مسألة لها أهمية عسكرية بالنسبة إلى دوق توسكانيا، كذلك كان له أبحاثه في ميدان علم الفلك حيث أخذ بنظرية مركزية الشمس، وأضاف إليها بعض الكشوف الهامة، وعمل كذلك على تحسين تلسكوب كان قد تم اختراعه في هولندا، ومن خلاله سجل ملاحظات وظواهر قضت نهائياً على التصورات الأرسطية للعالم السماوي.

أما إسحق نيوتن فقد كانت له الخطوة الأخيرة في طريق وضع نظرية عامة في الديناميكا، وكان أول من أدرك المغزى الكامل للإشارات التي توصل إليها السابقون له، وفي كتابه "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية" عرض ثلاثة قوانين للحركة، ثم طور على طريقة اليونانيين تفسيراً استنباطياً للديناميكا، وعلى يده اكتشف المفتاح الرياضي للكون، ثم جاء كل من آينشتاين وليبنتس، وأخذت بعدئذٍ الرياضيات والفيزياء تتقدمان بقفزات هائلة[7].

وقد شهد القرن /17/ كشوفاً أخرى هائلة، فقد نُشر بحث جيلبرت عن المغناطيسية، وفي أواسط القرن عرض هوجنز النظرية التموجية في الضوء، وظهرت كشوف هارفي عن الدورة الدموية مطبوعة عام 1628، ووضع روبرت بويل حداً لإغراق الكيميائيين القدامى في الأسرار والخرافات في كتابه "الكيميائي المدقّق"، وأعقب هذا التفجر الرائع للنشاط العلمي تطور تكنولوجي مناظر حقق السيطرة لأوروبا الغربية طوال ثلاثة قرون. وهكذا فإن الروح اليونانية قد انتعشت مرة أخرى بفضل الثورة العلمية، وكان لهذا انعكاساته على الفلسفة.

ولقد كان الجهد الأكبر للفلاسفة في عملية تفسير الظواهر ينصب من قبل على جانب التفسير، أما الظواهر ذاتها فلم يكن أحد يقول عنها شيئاً، ولكن ظهر في عصر النهضة رد فعل على التركيز المفرط على الجانب المنطقي البحت للاستنباط، وأصبح الجو مهيّأً للكلام عن مادة الملاحظة التي يظل البحث التجريبي عقيماً بدونها.

وفي عصر النهضة كان فرنسيس بيكون أول من عالج (الأورغانون الجديد)، ومن أشهر كتبه الفلسفية هو كتاب "تقدم المعرفة"، الذي هدف من خلاله إلى توسيع نطاق المعرفة وزيادة سيطرة الإنسان على ظروفه وبيئته. لكن الأهم من بيكون بالنسبة إلى المذهب التجريبي وإلى الفلسفة عامةً هو توماس هوبز، الذي من خلال وعيه يوظف الاستنباط في البحث العلمي، وجعل تصوره للمنهج العلمي أنضج بكثير من أي تصور توصل إليه بيكون. كما وضع هوبز في الفلسفة أسس عناصر كثيرة أصبحت تتميز بها المدرسة التجريبية الإنجليزية، وكان أهم أعماله "التنين". وفيه طبّق آراءه الفلسفية العامة من أجل وضع نظرية في الحكم والسيادة[8].

وشجع عصر النهضة الباحثين على الاهتمام المتزايد في الرياضيات، كما أن أهمية المنهج هي مسألة شغلت مفكري ما بعد عصر النهضة. ولقد امتزج هذان العاملان عند رينييه ديكارت، ليؤلفان مذهباً فلسفياً جديداً على طريقة القدماء في تكوين مذاهب شاملة. وقد اعتبر ديكارت بحق مؤسس الفلسفة الحديثة، وطوال واحد وعشرين عاماً قضاها في هولندا أخذ يضع تفاصيل فلسفته على الأسس التي كان قد اهتدى إليها في وقت اكتشافه لمنهجه، وقد كان له كتاب هام في الفيزياء، ونشر مجموعة من ثلاثة أجزاء عن البصريات والأرصاد الجوية والهندسة، وله كتاب "المقال في المنهج" الذي كان القصد منه أن يكون مقدمة للدراسات الثلاث السابقة، كما نشر كتاب "التأملات"، وأعقبه في عام 1644 بكتاب "مبادئ الفلسفة"، وقد أكدت الفلسفة الديكارتية الأفكار بوصفها نقاط البداية التي لا يتطرق إليها شك، وقد كان لذلك تفسيره على الفلسفة الأوروبية منذ ذلك الحين، سواء في اتجاهها العقلي أم في اتجاهها التجريبي[9].

----

المراجع:

[1] عالم صوفي، رواية عن تاريخ الفلسفة، جوستن غاردر، دار يعرب للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق الطبعة الأولى 1996، ص 38- 42- 43.

[2] قصة الفلسفة من أفلاطون إلى جون ديوي، ول ديورانت، دار المعارف بيروت 1988، ص 12- 21- 22- 76.

[3] المرجع السابق، ص 127- 128- 129.

[4] تاريخ الفلسفة الغربية، الفلسفة الكاثوليكية، الكتاب الثاني، برتراند رسل، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2010، ص 53- 54- 80- 93- 99- 103.

[5] حكمة الغرب، الفلسفة الحديثة والمعاصرة، الجزء الثاني، برتراند رسل، مؤسسة هنداوي 2021، ص 15- 16- 17.

[6] المرجع السابق، ص 21- 22- 28- 29- 31- 32.

[7] المرجع السابق، ص 37- 38- 40- 41.

[8] المرجع السابق، ص 42- 43- 45- 47.

[9] المرجع السابق، ص 48- 49- 52.