تعد المخطوطات من أهم الكنوز الثقافية، وتمثل جانباً مهماً من الجوانب المضيئة لما لها من قيمة تاريخية كبيرة، والحفاظ عليها وعلى مكوناتها وصيانتها من الأخطار واجب وطني وقومي.

بحسب مقدمة الكتاب، فإن أوراق المخطوطات تحوي مواد عضوية حساسة تجعلها تتأثر بالبيئة، والعوامل الخارجية، والتفاعلات الكيميائية، فتكون عرضةً للإصابة بالتآكل والتلف. وتكمن أهمية الموضوع في تنوع طرائق ترميمها، إذ إن كل حالة لها أسلوب وطريقة علمية في كيفية التعامل معها.

ويتناول الكتاب طرق معالجة الإصابات، وترميم الأجزاء المتآكلة من المخطوطات، وطرائق تعقيمها وتجليدها، والبحث عن أفضل الوسائل التي تكفل حمايتها وتخزينها في ظروف وشروط جيدة بما يضمن حفظها للأجيال القادمة.

ويتناول الكتاب أيضاً الأساليب الحديثة المتبعة في ترميم المخطوطات وتعقيمها في بعض البلدان.

يعد هذا الكتاب تتويجاً لخبرة عمل، ومسيرة حافلة بالعطاء للعاملين في مجال ترميم المخطوطات في مكتبة الأسد الوطنية الذين تمتعوا بمهارات، وخبرات فائقة، ودربة، وصبر، وحس عال، وأمانة علمية وعملوا على الحفاظ على إرث الأجداد الذين بذلوا فيه العيون والمقل، وذلك ليقتفي الجيل الجديد أثرهم.

إن عملهم هذا لجدير بالتقدير، لأنهم حافظوا على مقتنيات مكتبة الأسد الوطنية من مخطوطات ووثائق وكتب، ويا لها من حكمة عظيمة رددها المهتمون بالتراث.

محتويات الكتاب

يقع الكتاب في مئة وأربعة وأربعين صفحة، ويتكون من سبعة فصول، يقدم الفصل الأول لمحة عن صناعة الورق ومعالجته، كما يتناول تأثير العوامل الكيميائية والطبيعية والبيولوجية في أوراق المخطوطات، وكيفية صناعة كل من الأصماغ بأنواعها، والجلود، والأغلفة، والورق المرخم (الإيبرو) وطريقة خياطة ملازم الورق وصنع الحبكة، ثم طريقة اختبار بنية ألياف الورق وقياس غراماج الورق بالجهاز وبالطريقة الحسابية.

وفي الفصل الثاني يتطرق الكتاب إلى أهم الأسباب المتلفة لمواد الكتابة كالعوامل الكيميائية، الطبيعية، البيولوجية، والضرر بالحشرات.

وفي الفصل الثالث نجد طرق حفظ وصيانة مقتنيات المكتبة من ناحية وعي أمين المستودع ووعي القارئ، العناية الدورية، تعقيم المخطوطات، توفير الظروف البيئية والطبيعية المناسبة، إنشاء أقسام الترميم الملحقة بالمكتبات، والتصوير الميكروفيلمي للمجموعات النادرة.

أما في الفصل الرابع فيذكر الكتاب المعالجات الكيميائية للورق من ناحية تبييض الورق، وحموضة الورق، وطرق تدعيم الورق القديم بالمركبات الكيميائية، وطرق فك الأوراق الملتصقة وإزالة الترميم القديم.

وفي الفصلين الخامس والسادس أنواع الترميم وأنواع التلفيات والأدوات المستخدمة في الترميم وأنواع الورق المستعمل فيه وطرق صناعة ورق الترميم إلى جانب الجلد وأغلفة المخطوطات وأنواع الخياطة والحبكة.

ويتطرق الفصل السابع والأخير إلى الأساليب الحديثة المتبعة في ترميم المخطوطات وتعقيمها في عدة دول منها مصر، الإمارات، إيران، وأرمينيا.

ملحق صور

منها صور للمخطوط قبل وبعد الترميم، صور تصنيع الورق الخاص بترميم المخطوطات، وصور لترميم أطراف ورقة مخطوط، وكيفية قص أطراف أوراق المخطوط بعد ترميمها، وصورة لتجليد المخطوط ولصق الغلاف الجلدي، وأخرى لغلاف المخطوط قبل وبعد الترميم، وفي الختام صور ورق الإيبرو (فن الرسم على الماء).

----

الكتاب: المخطوطات، أساليب حفظها وترميمها

إشراف: إياد مرشد

الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب 2022