يتناول كتاب "الجريمة والسجون ودور التربية في حياة الشعوب" للكاتب العميد عبدو حسين شقرة، حياة المجتمع وحمايته من الجرائم عن طريق التربية، ودور المرأة في تربية الأجيال وإعداد نماذج بشرية وطنية تناسب واقع كل دولة من أجل بناء المجتمعات بناء صحيحاً والإقفال على مصادر الفساد.

بدافع حب الآخرين لا إنكارهم وللدفاع الاجتماعي عن الأسرة والغاية المواطن والوطن والدفاع عن الإنسانية، يعالج الكاتب "عبدو شقرة" من خلال تجربته وعمله، كتابه الجريمة منذ ولادتها، والجريمة المنظمة والمخططة والجرائم الدولية، ثم الدخول لعالم السجون، وسجن الباستيل وظلاماته، وحقوق الإنسان والمرأة في السجون، وعمل الشرطة في حماية المجتمع ودور المواطنين في محاربة الجريمة، وعملية التحصين ضد الغزاة، ودور المشرّع في حياة الشعوب والدول، والعودة إلى الحل البديل ألا وهو التربية ومزاياها وفنونها (إذ لا إصلاح دون تربية)، وتحرير المرأة ودورها في الحياة.

يقول الكاتب في مقدمته: "في مقدمتنا نبحث حول الجريمة بكل ما يحيط بها من تعريفها وأسبابها إلى ولادتها ومكافحتها وإلى كل ما يشير إلى بنيان حياتها؛ حيث الخلية النكراء التي تعكر صفاءنا وتجرح شعور مجتمعنا أينما كان ومآل مرتكبيها وكبحها وسجونها وعقوباتها وبحث سبل الأمن والاستقرار والطمأنينة والعيش الهادئ وطرق السلامة العامة وسبيلها قديماً وحديثاً ووسائل الدفاع عن المجتمع بقلاعه القديمة وتحصيناته الحديثة".

يتناول الكتاب عدة أبحاث، البحث الأول في علم الجريمة والجناية وعوامل وأسباب السلوك الإجرامي من عوامل فردية للإجرام والعوامل الأنثربولوجية، ويناقش المحفزات والعوامل النفسية والعوامل البيئية المحيطة، ويتساءل عن العوامل الوراثية وأثرها على ارتكاب الجريمة، بالإضافة إلى عامل الجنس الذكورة أو الأنوثة وعوامل السكر وإدمان المخدرات والعوامل الاجتماعية للجريمة والوسط الإجتماعي ومؤثراته في إنتاج الجريمة وما يتعلق بتأثير الوسط العرضي والوسط الطبيعي المحيط بالفرد (المناخ) والعامل الاقتصادي والوسط السياسي المحيط بالفرد والتأثيرات السياسية الخارجية للدولة وتأثير الوسط الثقافي المحيط بالفرد وتأثير الأدب على السلوك الإجرامي وتأثير الإذاعة والتلفزة. كما ناقش نوعية الجرائم عند علماء الإجرام وعرض جرائم الحريق والسرقة والنصب والاحتيال والقوادة والعهارة.

طرح الكاتب أسئلة مشروعة: أين تترعرع الجريمة؟ ويجيب: "نحن لا نستطيع القول إن الجريمة تترعرع في ظل الحضارة فحسب، فإنها بدون أدنى شك تترعرع في ظل البداوة أيضاً والمجتمعات المتخلفة المحرومة من التعليم أو بدون عمل".

وعرض الكاتب الجرائم الدولية عند "كلاسر" وعند "دوبي" وميز بين الجريمة المخططة والجريمة المنظمة، وبفصل المشرّع: من يقرر الجريمة والعقوبة في المجتمع معتمداً على خبرات "جون لوك" و"مونتسيكو".

ما الذي يعني مصطلح العقد الاجتماعي؟ وما هي جذور هذا المصطلح؟

اعتمد الكاتب على المفكر الإنكليزي "توماس هوبز" (1588- 1679)، وهو صاحب أول نظرية من نظريات العقد الاجتماعي التي أنزلت السلطة من السماء إلى الأرض. وكانت فكرة "هوبز" عن الطبيعة البشرية شديدة التشاؤم، فالبشر أنانيون لا يفكرون إلا في مصلحتهم الذاتية، والخير عندهم هو ما يحقق منفعتهم والشر وما يتعارض مع هذه المنفعة.

ما غاية الاتحاد السياسي أو الاتحاد الاجتماعي أو الهيئة السياسية؟ هنا يورد الكاتب بعض الآراء لـ"مونتسيكو" الذي حرر معشر المشرعين من السير مع هوى الناس ومن مصادفات الأحوال وردهم إلى أساس الطبيعة البشرية. وقال أيضاً: يؤدي حب الوطن إلى إصلاح الطبائع ويؤدي صلاح الطبائع إلى حب الوطن، وكلما قل اقتدارنا على قضاء أهوائنا الخاصة، أولعنا بأهوائنا العامة.

فصول

تناول البحث مواضيع عدة بينها: الشرطة وتنفيذ القانون، والخوف الشخصي من الجريمة، مسؤولية المواطنين في التقليل من الجريمة والدخول إلى عالم السجون، وتاريخ السجون أيام الدولة الفاطمية، وتاريخ السجون ما قبل الثورة الفرنسية (سجن الباستيل)، وعقوبة السجن، مجتمع المساجين ودستورهم ونظام الاجتماعي للمسجونات، وحقوق الإنسان والسجون.

المؤلف

العميد المتقاعد "عبدو شقرة" المولود في "سلميه" في محافظة "حماه" تعلم في مدارسها ومارس التعليم لست سنوات، وتخرج من كلية الحقوق عام 1968، ثم دخل كلية الشرطة في "دمشق" وتخرج منها عام 1970، وعمل في سلك الشرطة في محافظة "الرقة" و"السويداء" و"حمص" و"ريف دمشق" و"دمشق" لمدة 32 عاماً. حصل على مايزيد على 26 ثناء لأعمال مميزة في مكافحة الجريمة من رؤسائه، أسمته بعض الصحف الأجنبية (قاهر العصابات) لأعمال مجيدة قام بها تجاه بعض المؤسسات الأجنبية في "سورية"، وعرض عليه العمل في "سكوتلند يارد" في "بريطانيا" إلا أنه اعتذر لحاجة بلاده له.

له 7 مؤلفات : السجون وماذا في السجون، ومجموعة قصصية 32 قصة في 32 عاماً (العدالة)، قانون المؤسسات العقابية، الهيكل التنظيمي للسجون، الجريمة والسجون ودور التربية في حياة الشعوب، صراع الزرع والضرع وعقد الراية من تراث محافظة السويداء، المدينة والوطن والدولة الحديثة.

----

الكتاب: الجريمة والسجون ودور التربية في حياة الشعوب

الكاتب: العميد عبدو حسين شقرة