يعدّ كتاب "الطاقة المستدامة" للكاتب ريتشارد دانلاب، مرجعاً جيداً لبدء دراسة الطاقة من حيث مصادرها، واستخداماتها، وآفاق التقنيات المستقبلية التي يمكن تطبيقها لزيادة كفاءة إنتاج الطاقة وجعلها صديقة للبيئة. ويولي المؤلف اهتماماً كبيراً للتعريف حتى بالمصطلحات البسيطة ليكون القارئ مستمتعاً بقراءة محتوى الكتاب.

نظراً للترابط الوثيق بين صحة كوكب الأرض واتجاهات استعمال الطاقة، أصبح مسلماً به أن النشاطات البشرية تؤثر سلباً على مناخ الكوكب، أو بكلام آخر، إذا استمر السلوك البشري كما هو عليه الآن بالإفراط في استنزاف موارد هذا الكوكب، خاصة باستعمال مصادر الطاقات الأحفورية، فإننا سنورث الأجيال القادمة كوكباً لا يتمتع بمقومات البقاء، لذا يجب أن تشغل مسألة استدامة مصادر الطاقة حيزاً فائق الأهمية خلال إعداد برامج توليد الطاقة واستخدامها. وقد أسهب الكاتب في وصف جميع مصادر الطاقة بأشكالها المختلفة، والإنتاج الحالي والمستقبلي من مصادر الطاقة الأحفورية والطاقات المتجددة بمنهجية علمية متميزة. كما بين الاستراتيجيات الواجب اعتمادها للاستخدام الفعال لمصادر الطاقة المتوفرة.

ويشير الدكتور محمود أبو دقة أن الكتاب استعرض بشيء من التفصيل قضايا التغير المناخي وفي مقدمتها المهددات البيئية بأشكالها المختلفة. كما بين أهمية تأسيس نظام عالمي فعال يمكن من خلاله الحّد من الانبعاثات الضارة كغاز ثاني أكسيد الكربون المسؤول الرئيس عن ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي بمجملها إلي إحداث التغيرات المناخية الظاهرة بوضوح في وقتنا الحالي. كما أشار الكتاب بجلاء إلى تعقيد قضايا الطاقة والحاجة إلى نظام متعدد التخصصات لحل مشاكلها، تستوجب مسائل تقدير وفرة المواد والكميات الناتجة عن الانبعاثات من القراء تحليل المعلومات، وربط البيانات من مصادر مختلفة حيث توفر للقارئ إمكانية حّل المشكلات الحقيقية التي نواجهها أثناء إنتاج الطاقة واستخدامها. كما تستوجب إدراك أهمية الحسابات الدقيقة والتحليل واسع النطاق لمشاكل استدامة الطاقة وعلاقتها بالبيئة.

يحتوي الكتاب على مجموعة من الصور المختارة بعناية والجداول الغنية بالمعلومات التي تعزز بوضوح الرؤية العلمية لمحتوى الكتاب وتجعله متميزاً. ويغطي الكتاب العديد من موضوعات الطاقة مصادرها، توافرها، كيفية استخراجها واستعمالها، نفاياتها، وكمية انبعاثات الملوثات البيئية من كل منها.

ونوه الدكتور فريد أبو حامد، أستاذ محاضر في جامعة دمشق، أن الكتاب يحمل قيمة مضافة بما يتميز بعرض العديد من الإضافات العلمية "كالطاقة الإضافية" التي قلما تتوفر في مراجع أخرى والتي توفر نوعاً من إثارة الفضول، إضافة إلى العديد من الأمثلة الكافية من حيث الأرقام لتحفيز القارئ على استيعاب محتوى الكتاب والاستفادة منه في العديد من التطبيقات العلمية والعملية. وقد أسهب الكاتب في عرض المعلومات وترتيب الموضوعات لتكون سلسة وسهلة الاستيعاب، ويحتاج القراء إلى أن يكونوا على دراية بالمبادئ الأساسية لعلوم الفيزياء والكيمياء لتحقيق فهم عميق لمبادئ توليد واستخدام واستثمار الطاقة إضافة إلى تمكنهم من الحساب الكمي للانبعاثات المسببة للتلوث البيئي.

وأوضح الدكتور فريد أبو حامد أنه يمكن أن يكون هذا الكتاب مرجعاً مميزاً للطلاب في المرحلة الجامعية الأولى، والدراسات العليا والباحثين في مراكز البحوث، والعاملين في مجال العلوم الهندسية والطاقة والبيئة الخ... كما يمكن اعتماده من قبل أساتذة الجامعات كمرجع علمي قيّم يمكن الاستفادة منه في العديد من التطبيقات كونه يتضمن مجموعة كبيرة من الخلاصات والمسائل المدرجة في نهاية كّل فصل. ويمكن أيضاً اعتماده من قبل الجامعات ومراكز البحوث كمادة رئيسية من منهاج الدراسة.

يحتوي الكتاب على 21 فصلاً يستعرض فيها الكاتب معظم مصادر الطاقة الأحفورية والنووية في قسميها الانشطاري والاندماجي والطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهروهيدروليكية...إلخ. كما أنه يزود القراء بفهم عميق لمبادئ إنتاج الطاقة والاستثمار، وتقدير الانبعاثات التي تسبب التلوث البيئي، ويمكن أن يكون هذا الكتاب مرجعاً مميزاً لطلبة الجامعات وطلاب الدراسات العليا والباحثين في مراكز البحث والعاملين في مجالات العلوم الهندسية والطاقة والبيئة.

----

الكتاب: الطاقة المستدامة

الكاتب: ريتشارد دانلاب

ترجمة: د. محمود أبو دقة، د. فريد أبو حامد

الناشر: دار الأمازون