روائي ومسرحي وصحفي سوري، وهو باحث وناقد في القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية والإنسانية، وهب نفسه لخدمة الأدب والثقافة، فأغنى الحركة الثقافية والأدبية في سورية.

ذكرت الكاتبة هناء أبو أسعد في كتابها "جان ألكسان" أنه ولد في مدينة الحسكة في الجزيرة السورية عام 1934، وتلقى تعليمه فيها، وكان من المتميزين في المراحل التعليمية كلها، إذ شارك في النشاطات الفنية والأدبية مبدياً اهتمامه بالأدب.

كان أديباً متنوع الإبداع، وفاعلاً في المجال الإعلامي وفي الحراك الثقافي، ورائداً من رواد الصحافة، له مؤلفات مميزة، وأهمها المؤلفات التوثيقية التي تتعلق بالرحابنة، وبأعلام الفكر في الوطن العربي، أما مؤلفاته الأكثر أهمية كانت عن حرب تشرين التحريرية.

بدأ الكتابة مبكراً، وهو في سن الشباب، عندما غادر الحسكة، والتحق بخدمة العلم في دمشق، وفي عام 1955، بدأ عمله في الصحافة وهو في العشرين من عمره، وكان محرراً في مجلة الجندي، وبقي فيها ثماني سنوات، وفي عام 1958 عمل أميناً لتحرير جريدة المختار، وفي العام التالي ترأس القسم الثقافي في صحيفة النصر، وتابع عمله في عدد من الصحف والمجلات. وفي عام 1979 ترأس قسم التحقيقات والقسم الثقافي في دار البعث للصحافة والنشر، وفي عام 1990 أصبح رئيس تحرير مجلة فنون، وعمل مستشاراً في الشؤون الثقافية للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو في اتحاد الصحفيين في سورية.

كتب الأدب والفنون

أبدع"جان ألكسان" في عدة أجناس أدبية كالقصة والرواية وأدب الأطفال والمسرح إضافة إلى السينما والنقد، وكتب كثيراً من النصوص المسرحية المعبّرة عن المقاومة وحب الوطن. وتعدّ مسرحيّاته علامة فارقة في المسرح السوري خاصّة، والعربي عامّة، فقد استطاع بفكره الحر وثقافته العميقة والتزامه بالقضايا الوطنية والقومية الكبرى أن يترك عبر مسرحياته بصمة مضيئة.

أما القصة فقد بدأ ألكسان كتابتها في سن مبكرة، وعدّ من أهم القاصين السوريين في زمنه، فقد كتب القصص التي تحكي عن بيئته في الجزيرة السورية، بيئة الفرات الخصبة وعاداتها وعذابات الإنسان فيها ومعاناته، فجعل الإنسان هو المحور في قصصه، وقدم من خلاله رسالة فكرية وتربوية وأخلاقية، ولتجربته القصصية قيم إبداعية لها مكانتها بين التجارب القصصية العربية المعاصرة. كتب للأطفال والناشئة القصص والمسرح، ضمن مشروع ثقافي واجتماعي وتربوي، وقدمت للأطفال بأسلوب واقعي تعليمي سهل، وكتب أيضاً في النقد الروائي.

كتب توثيقية

كتب عدداً من الكتب التوثيقية، منها: أعلام الكفاح في سورية، سد الفرات، رديف المقاتلين، وماذا حدث في تشرين؟ وهوامش من حرب تشرين، القائد والمعركة، مئة يوم حاسمة من معارك التحرير.

جان ألكسان والرحابنة

تابعت الكاتبة: نشأت بينه وبين الرحابنة علاقة صداقة قوية، نتج منها كتاب مميز ألّفه، عنوانه (الرحبانيون وفيروز) صدر في دمشق عام 2010 رصد فيه المسيرة الرحبانية-الفيروزية، ويعد مرجعاً مهماً لكثير من الباحثين والمؤرخين الموسيقيين، وهو من القلائل الذين تحدثوا عن مسيرة الرحابنة وفيروز بدقّة وعن تجربة ألف عمل بين أغنية وقصيدة ولحن ومقطوعة وحوارية ومسرحية وموشّح وفيلم وتمثيلية إذاعية، فهم ظاهرة فنية استمرت بفضل محبة الجمهور.

----

الكتاب: جان ألكسان

الكاتبة: هناء أبو أسعد

الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق 2021