أشخاص كثر اتجهوا نحو تدوين الحكم والأمثال كأقوال مأثورة لشخصيات معروفة عبر التاريخ، لذا وجدنا في التحدث عن كتاب "مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي" التطرق إلى تدوين غير مألوف للحكم والأمثال، جمعها الكاتب شعراً ونظمها بترتيب معجمي تنال استحسان القارئ من جهة، ويسهل البحث بمواضيع محددة ومرتبة من جهة أخرى، وعاد بها إلى أقدم العصور فأحدثها.

الكتاب مقسم إلى ثمانية وعشرين باباً حسب ترتيب الأحرف الأبجدية، في كل باب وضع الكاتب مواضيع مختلفة يبدأ اسمها باسم هذا الباب، فهرس عناوين المواضيع برتيب يصل إلى الحرف الثاني من الكلمة وعلى سبيل المثال فإن باب الواو ضمنه عن (الوحدة والاتحاد- الوداد- الوطن والديار) بالترتيب، وهكذا باقي الحروف.

تعمّد الكاتب في كل موضوع على وضع اسم الشاعر بجانب الأبيات المنتقاة ليتسنى للقارئ إيجاد القصيدة كاملة إن أراد ذلك، وإن كان هناك لبس في اسم القائل، كنسبها إلى أكثر من شاعر، عمد جاهداً إلى التقصي بدقة نحو القائل الحقيقي، وإن تعذر ذلك ذكر اسم الشاعرين معاً لذات البيت.

فكرة الكتاب

ينهم الكاتب بسماع الحكم والأمثال شعراً، ووجد نفسه يجمعها بيتاً تلو الآخر ولمواضيع متنوعة ويحفظها، حتى تراكمت لديه وانتقى منها ما انتقاه، فحذف الضعيف والغامض والشاذ والشعر الذي كان يُستعمل للمهارة اللغوية والمقدرة اللفظية، واختار من مطولات القصائد الموظف غرضها للحكمة أكثر الأبيات وقعاً أدبياً في المعنى، منذ زمن "يعرب بن قحطان" جد العرب الأقدمين حتى آخر شاعر في القرن العشرين.

مواضيعه

جاء الباب الحادي والعشرون (باب القاف)، عن القناعة والرضا. ويذكر قولاً لابن حمديس:

العيش لا عيش إلا ما قنعت به/ قد يكثر المال والانسان مفتقر

فلا تقنع من الدنيا بحظ/ إذا لم تحوه يدك اغتصابا

نرى أن الكاتب تعمد ذكر أفكار متنوعة لذات الموضوع، ولم يكرر فحوى الحكمة في عدة أبيات للباب الواحد.

وفي الباب الثامن عشر (باب العين)، تحدث عن العلم والمعلم والعلماء. ويذكر من قصيدة لمعروف الرصافي:

فما فاسد الأخلاق بالعلم مفلحاً/ وإن كان بحراً زاخراً من بحاره

لم يكتف الكاتب بذكر محاسن وفضائل العلم والمعرفة، ولكن قارنها مع الأخلاق مبدياً إياها عن العلم، وذاكراً أدواته ومتطلباته بتوصيات عظيمة.

----

الكتاب: مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي

الكاتب: أحمد قبش

الناشر: مطبعة الجهاد، 1979