تعد سلمية من أبرز مواقع المنطقة الوسطى خلال العصور الكلاسيكية، فهي منطقة أنموذجية ذات تأثيرات حضارية مختلفة: محلية عربية سورية، يونانية، رومانية، بيزنطية.

درس الكاتب ضياء محمد موسى في كتابه "الأقنية المائية في منطقة سلمية خلال العصر الروماني" الأقنية المائية في منطقة سلمية خلال العصر الروماني، إذ شهدت هذه المنطقة سيطرة رومانية واضحة على جميع أراضي سلمي" من "مرج مطر" جنوباً وحتى "أم الميال" شمالاً ومن "تل الكافات" غرباً وحتى "القسطل" و"جني العلباوي" شرقاً.

تحدث في القسم الأول عن الموقع الجغرافي لسلمية من تضاريس (جبل البلعاس، الهضبة الشرقية الباليوجينية، سهل سلمية، سلسلة جبال العلا، القسم الغربي حتى نهر العاصي) ومناخ وزراعة ورياح وأمطار ومياه وتربة، ثم الإطار التاريخي للمنطقة وأهم الآثار (معبد جوبيتر، قلعة شميميس، الحمام الروماني، الأقنية الرومانية) التي بنيت خلال العصر الروماني وأشهرها، وهي أربعة بقايا مازالت بحال مقبولة.

القسم الثاني تحدث عن تاريخ الري والتطور التاريخي للأقنية ومسمياتها المتعددة (قناة عين القصب، البيضا، نبع الفوار، الغندورية، عين الشيحاوي، الحمام والباسطية، المكتب الزراعي، الشيخ علي، أقنية السبيل...)، والتقنية الهندسية المائية عند الرومان، وهندسة القناة ومراحل تنفيذها واختيار موقعها قبل البدء بالحفر، ودراسة طبوغرافية الموقع والعوامل المساعدة في اكتشاف منابع المياه الجوفية، ودور خبير المياه في تحديد المنبع ومرحلة البدء بشق القناة ودرجة انحدار قاع القناة، وأيضاً تم التحدث عن الصعوبات التي تواجه القنائين ونصائح تنفيذية أثناء حفر القناة وكيفية صيانتها والأدوات المستخدمة في التعزيل والإصلاح.

وحمل القسم الثالث عنوان "الأقنية المائية في داخل سلمية". أما القسم الرابع فتضمن الأقنية المائية في ريف سلمية من جميع الجهات (غرباً، شرقاً، جنوباً، شمالاً).

وفي الخاتمة تحدث الدكتور ضياء موسى قائلاً:

سلمية بلدة قديمة عريقة في القدم كأي جزء من سورية العربية عرفتها كل الأقوام التي مرت على بلاد الشام، وكانت معبراً لقاصديها، فقد عرفت منذ عصور ما قبل التاريخ، وعاش في كهوفها الإنسان الحجري بدليل وجود عدد كبير من المغاور في "ضهر المغر" و"المزيرعة" و"الكافات" و"بري الشرقي" و"القبب" و"أمّيل" و"الخفية" و"جبل البلعاس". تدل كتب التاريخ على أنها كانت عامرة في العهد العموري مستمرة بين مد وجزر وخراب وإعمار عبر تاريخها الطويل.

الدكتور الباحث ضياء موسى ولد في "بري الشرقي" 1980. حاصل على إجازة في الآثار من جامعة دمشق (2001، 2005) ، وماجستير في الآثار الكلاسيكية والإسلامية من جامعة دمشق (2007، 2010)، ودكتوراه في هنغاريا عام 2022.