يمثل كتاب "أوراق شامية من تاريخ سورية المعاصر" خلاصة تجربة عاشها المؤلف في حقبة مهمة من تاريخ الأمة العربية وبياناً لحجم القوى السياسية التي كانت قائمة في سورية في مطلع الحكم الوطني وبداية الاستقلال.

يتطرق الكاتب إلى التيارات العقائدية والفكرية التي كانت بسورية في تلك المرحلة كالتيار الإقليمي الذي يتمثل بالحزب السوري القومي الذي يعتبر القضية السورية هي قضية قومية قائمة بنفسها ومستقلة عن أي قضية أخرى والقضية السورية هي قضية الأمة السورية والوطن السوري، كما يؤكد أن الأمة السورية مجتمع واحد، والتيار الماركسي ويتمثل بالدرجة الأولى بالحزب الشيوعي إضافة إلى بعض التنظيمات الماركسية الصغيرة.

أشار الكاتب في كتابه إلى الحديث عن انقلاب حسني الزعيم وهو الأول في التاريخ العربي المعاصر، حيث وضع الزعيم حداً للحكم الديمقراطي النيابي الذي استمر منذ بداية الاستقلال، وفي 25 حزيران عام 1949 انتخب الزعيم رئيساً للجمهورية ورفع إلى رتبة المشير، ولم يستمر حكم الزعيم في السلطة سوى 137 يوماً، وبسقوطه سقطت الحكومة التي شكلها الدكتور البرازي في ذلك الوقت.

كما تحدث الكاتب عن الانقلابات المتتالية في تاريخ سورية المعاصر، بالإضافة إلى اغتيال العقيد الركن عدنان المالكي الذي كان يشغل موقع نائب رئيس الأركان العامة في الجيش السوري ورئيس الشعبة الثالثة ويتزعم التيار القومي العربي الوحدوي في الجيش.

ونوه الكاتب غسان حداد إلى الوحدة بين سورية ومصر وتأميم القناة عام 1956 والخطاب الذي ألقاه الرئيس عبد الناصر في الإسكندرية بمناسبة خلع الملك فاروق عن العرش ومغادرته مصر حيث أعلن تأميم قناة السويس الذي يعتبر أول تأميم عربي في التاريخ المعاصر. وفي 4 أيلول/ سبتمبر 1957 وقعت حكومتا سورية ومصر اتفاقية الوحدة الاقتصادية، وفي 22 شباط/ فبراير 1958 حققت الأمة العربية انتصاراً كبيراً بقيام أول وحدة عربية حقيقية في تاريخها المعاصر عندما وافق الشعب العربي في كل من سورية ومصر بما يشبه الإجماع على قيام الجمهورية العربية المتحدة وانتخاب الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً لها، ووضع دستوراً مؤقتاً وعين حكومة مركزية وحكومة للإقليم الشمالي (سورية) وحكومة للإقليم الجنوبي (مصر). وفي عام 1961 حدث الانفصال.

----

الكتاب: أوراق شامية من تاريخ سورية المعاصر 1946- 1966

الكاتب: غسان محمد رشاد حداد

الناشر: مكتبة مدبولي - القاهرة 2007