جرت العادة حين صدور نتاج أدبيٍّ جديدِ وخاصَّةً إن كان مرتبطاً بأمور التأليف الروائي أو القصصي أو بحثي، أن يتمَّ البحث من قبل مؤلِّفه عن إحدى دور النشر كي تقوم بعملية طباعته، ونشره، وتسويقه بعد انتهاء عملية تأليفه. لكن، الأمر مختلف بعض الشيء، فيما يخصُّ كتاب "معجم المؤلفين في محافظة حمص" الذي صدر مع نهاية عام 2022 .

بدايةً، يجب التنويه إلى فرادة هذا النتاج الأدبي الجديد، من حيث مضمون الفكرة أولاً، حيث قام مؤلِّفه عيسى إسماعيل - وهو الأديب والقاص والروائي المعروف – بالتقصِّي والبحث عمَّا أمكنه من معلومات تخصُّ شخصيات أدبية سواء بما توفَّر من معلومات مكتوبة عنها مسبقاً، أو بالالتقاء معها بشكلِ شخصيٍّ ومع عائلاتها بحال كانت شخصيات راحلة. الفرادة تكمن بعدة نقاطٍ أولها: أن المؤلِّف لم يستثنِ أيَّاً من أصحاب المؤلفات حتى لو كان برصيده واحداً منها فقط، ومثال ذلك الأمر ما ورد بالصفحة رقم 45 حين ذكره للشاعر خضر علي معرِّفاً به قائلاً: "الشاعر خضر بن أحمد علي، من مواليد قرية كيسين عام 1971م، مدرِّس لمادة الجغرافيا، ينشر قصائده في الصحف. عمل مديراً لبعض المدارس وله ديوان شعري عنوانه "صليل الذاكرة" صادر عن اتحاد الكتَّاب العرب 2019م".

ثانيها: هي شمول الكتاب على ذكر المؤلِّفين من مختلف أجناس الأدب كالشعر والرواية، والقصَّة، والترجمة، والنقد الأدبي، والبحث التاريخي، إضافةً للموسيقا، والمسرح، ومعها، التراث والآثار، والسياسة والاقتصاد والقانون كذلك، ممن برزوا ضمن حقبةٍ زمنيةٍ طويلة نوعاً ما، بلغت إحدى وسبعين سنة مضت، مع ذكر أدق تفاصيل حيواتهم، من حيث تاريخ الولادة ومكانها، والشهادات العلمية التي يمتلكونها، والوظائف التي مارسوها خلال مسيرة حياتهم، مع ذكر عناوين مؤلفاتهم، وتاريخ صدورها، وأسماء دور النشر التي صدرت عنها. من الأمثلة نذكر: الرقم 99 صاحبه الدكتور الراحل عبد الإله النبهان الباحث اللغوي والمحقِّق الذي ولد في حمص سنة 1945 وتوفي في 26-10-2020. دكتوراه في اللغة العربية وأستاذ في جامعات البعث وقطر وعضو أصيل في مجمع اللغة العربية وعضو اتحاد الكتَّاب العرب/ جمعية البحوث والدراسات، ومن ثمَّ ذِكرٌ لإصداراته البالغ عددها إثني عشر مؤلَّفاً من بينها "بحوث في النحو واللغة والبلاغة" صادر عن مطبعة اليمامة في حمص، والقارئ يجدها في الصفحة رقم 80.

اعتمد المؤلِّف في عملية السرد على ترتيب المؤلفين من خلال أبواب معتمداً التسلسل الهجائي والترقيم التسلسلي أيضاً، حيث بلغ العدد الكلي للمؤلفين المذكورة أسماؤهم مئتين وستة وسبعين مؤلِّفاً ذكروا في مئتي صفحة من القطع الكبير، تمثِّل عدد صفحات الكتاب.

عودةً لما ذكرناه في المقدَّمة عمَّا يختلف به هذا النتاج الأدبي عن غيره، فإنَّ صدوره كانت نتيجة عمليةٍ تشاركيةٍ أسهم فيها إلى جانب المؤلِّف عيسى إسماعيل ودار الإرشاد - التي تولَّت عملية نشره – كلاً من الشاعر والباحث الدكتور حسان أحمد قمحية المتبرع بتمويل طباعته، ومعه الدكتور عبد الرحيم أحمد قمحية الذي تولَّى مراجعة ما ذكر فيه، والإشراف على عملية الطباعة، إضافةً لتزويده المؤلِّفَ بأسماء بعض الشخصيات التي ورد ذكرها ضمن الكتاب، بحسب ما ورد في الصفحة رقم 4 من الكتاب.