الأمثال والحكايات الشعبية وأحاديث كبار السن وسواها والحزازير والفلكلور الشعبي، هي ما سعى الباحث حيدر محمد نعيسة لتوثيقه في كتابه "الأدب الشعبي في ريف اللاذقية"، بالإضافة إلى توثيق اللهجة الدارجة في تلك المنطقة.

يعتبر الباحث حيدر نعيسة هذا الكتاب بمثابة عيون الحكايات الشعبية في ريف اللاذقية، مسكونة بلهجتها العامية الدالة على روحها، ومجموعة من الأمثال الشعبية التي تحكي ثقافة المكان وساكنيه.

تناول الباحث في كتابه أشكال التعبير الشعبي والمعتقدات الشعبية والفلكلور والتراث والأدب الشعبي في تلك المنطقة، مستنداً في كتابه على الذاكرة الجمعية، إضافة إلى مراجع عدة كالحكايات الشعبية في اللاذقية للكاتب بسام الساعي، وأشكال التعبير في الأدب الشعبي للدكتورة نبيلة إبراهيم، وكتاب المعتقدات الشعبية في التراث العربي لحسن باشا.

حاول الباحث في كتابه جمع وتدوين ما استطاع من الأدب الشعبي بمحافظة اللاذقية، فهو لم يخرج من إطار مناطقية المؤلف التي عاش فيها وسمع الكثير من حكاياتها، وهذا لا يعني أنه لا يوجد إلا هذه الحكايات بل يوجد الكثير منها، فلكل منطقة حكاياتها ولا يمكن الإحاطة بها كلها، ولكن يمكن الإشارة إلى أن مئات بل آلاف القصص مثلها موجودة. كما جمع ما يميز تلك اللهجة الساحلية إضافة إلى ما هو مشترك بينها وبين سواها من كلمات وأمثال شعبية وحكايات دون أن ينفرد بما هو سمة خاصة ومتفرد في تلك المنطقة، بالإضافة إلى أنه نوه على وجود الكثير من التفاصيل والخصوصيات لتلك المنطقة.

ويعتبر الباحث نعيسة أن التراث هو هوية الشعب وعلامته الفارقة وأن الحكايات التي أوردها من ريف اللاذقية تحمل عبق البحر وألوان الحياة وتتناول عوالم الفلاحة والرعي والتجارة والأعمال والذهب والمال والفقر والغنى والفساد والنباهة والدهاء والزواج والأمومة وعوالم الأسرة وغيرها.

يقول الباحث: إذا كان الشعر العربي "ديوان العرب"، فإن التراث الشعبي هو هوية الشعب، وأول سماته وعلاماته الفارقة وأهمها، وإذا ما جاز لنا تجسيم التراث الشعبي، وتشبيهه بالبيت الطيني التراثي، فإن الأدب الشعبي هو بمنزلة سقف ذلك البيت، وأعلى ما فيه، وللبيت أبواب وأجزاء، وكذلك للتراث، وللأدب أبواب وأجزاء أيضاً.

----

الكتاب: من الأدب الشعبي في ريف اللاذقية

الكاتب: حيدر محمد نعيسة

الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب، 2021