إن الكشف والتسجيل والتأكيد والإبلاغ والتحليل وردود الفعل، هي من أساسيات ترصد الصحة العامة، وبالتالي فإن الوصول إلى الإنذار المبكر الوطني والترصد ونظم الاستجابة المتطورة والتأهب للأوبئة، هو من أولى الأهداف للحماية من الأمراض السارية. وعلى الرغم من إحراز تقدم جيد نوعاً ما في مجال الترصد الوبائي في سورية، إلا أن هناك حاجة إلى توسيع نطاق الجهود الرامية إلى مراقبة انتشار الأمراض وحماية الفئات سريعة التأثر.

يبين الدكتور محمد ياسر الإدلبي من فريق التقصي الوبائي المركزي في وزارة الصحة ومدير بيانات الإنذار المبكر للاستجابة السريعة، بأن الترصد يشمل كل الأحداث الصحية التي يجب الإبلاغ عنها بأحد الطرق، إما عن طريق المراكز الصحية أو من خلال فرق التقصي التي تقوم بزيارات ميدانية. ويلاحظ وجود زيادة في حالات مرضية معينة يتم الاستقصاء عنها كحدث وبائي، فهو قائم على مهمة الإبلاغ عن حالات مرضية للأمراض السارية بدءاً من أصغر وحدة صحية التي هي نقطة طبية، وانتهاء بوزارة الصحة، ضمن سلسلة متدرجة من البلاغات عن كل الأمراض السارية والمزمنة والأمراض المشمولة باللقاح بوتيرة واحدة، سواء عن طريق إبلاغ شهري بتقارير مفصلة وفقاً لفئات عمرية، أو تقارير أسبوعية إلكترونية وفقاً لنظام الإبلاغ القائم على الأمراض العشرة، أو نتيجة مشاهدات فريق التقصي، أو الإخبار عن حدث صحي من قبل الجهات الأهلية حيث يخرج فريق الاستجابة السريعة لهذه المناطق للاستقصاء عن هذه الحالة أو الفاشية لمعرفة الأسباب والأعراض وآليات حدوثه.

أنظمة الإبلاغ

وأشار الدكتور الإدلبي إلى وجود خطة وطنية قائمة في هذا الجانب، إضافة إلى الخطط الوطنية التي تبنى على أي مرض مستجد مثل كورونا أو مرض يظهر في الدول المحيطة، حيث يتم وضع خطة استجابة سريعة يتم تعميمها على كل مديريات الصحة. إن أنظمة الإبلاغ المعتمدة كمصدر للبيانات عن الأمراض السارية في سورية تقوم على نظام الإبلاغ الروتيني الذي يتبع لمديريتي (الرعاية الصحية الأولية التي تقوم بالترصد للشلل الرخو الحاد والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف والسعال الديكي والدفتريا وكزاز الوليد والروتا، ومديرية الأمراض السارية والمزمنة التي تختص بباقي الأمراض).

مكورات

خطط ومؤشرات

أما بخصوص المؤشرات المتعلقة بواقع الترصد الوبائي ومناقشة ما هو متوفر وما نحتاجه، فقد توصل الفريق التشاوري المشترك من جهات وطنية مختلفة والمكلفة بمناقشة هذا المسار ضمن اللوائح الصحية الدولية إلى عدة مؤشرات، أهمها: وجود استراتيجية وطنية لمراقبة الإنذار المبكر، إلا أن مبادئ التوجيه أو إجراءات التشغيل الموحد للترصد غير متوفرة أو قيد التطوير. وجود تطوير لاستراتيجية مبادئ توجيه أو إجراءات تشغيلية قياسية للمراقبة ولكن لم يتم تنفيذها، حيث يفتقر نظام المراقبة إلى الإبلاغ الفوري المنتظم أو الإبلاغ الأسبوعي عن الأحداث أو البيانات. وبنفس الوقت هناك خطة وطنية أو دلائل إرشادية أو إجراءات تشغيلية قياسية للمراقبة ويجري تنفذها على المستوى الوطني والمتوسط بحيث يوفر نظام المراقبة تقارير فورية وأسبوعية عن الأحداث أو البيانات مع دمج النتائج المختبرية والتكامل بين ibs و ebs - كما تم وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية أو إجراءات تشغيلية قياسية للترصد لجميع الأخطار التي تربط بين جميع القطاعات على المستوى الوطني والمتوسط والأولية للصحة العامة 72 وتتم ممارسة النظام حسب الاقتضاء ومراجعته وتقييمه وتحديثه على أساس منتظم مع ربط جميع المكونات بنظام ترصد وطني واحد.

وتوصل الفريق ضمن مناقشاته إلى أنه يتم تلقي بيانات المراقبة بشكل متقطع وتحليلها بشأن بعض الأمراض ذات الأولوية أو الأحداث غير العادية، ويتم تلقي بيانات المراقبة بانتظام بشكل أسبوعي أو شهري. كما يتم استلام بيانات المراقبة وتحليها بانتظام وإصدار النشرات الوبائية ونشرها عبر القطاعات. إلا أن طرق وآليات التحقق في الأحداث المكتشفة غير متوفرة، حيث تم تطوير بعض الطرق ولكن لم يتم تنفيذها بالكامل.

نقاط القوة

لدينا نقاط قوة في هذا المجال وفقاً لما تحدث عنها مدير بيانات الإنذار المبكر والاستجابة السريعة؛ حيث تقوم كافة المستويات بالإبلاغ عن الأمراض السارية وفق أنظمة الإبلاغ المعتمدة. وهناك تنسيق كامل مع المخبر للحصول على النتائج وإجراء الاستجابات المطلوبة.

يتم التحليل الوبائي للأمراض السارية على المستوى المركزي والمتوسط ويوجد مخبر شلل معتمد إقليمياً ومخبر حصبة معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، وهناك فرق التقصي والترصد المدربة والمحدثة والمتابعة مستمرة. ويتم إصدار تقارير أسبوعية ونشرها عن وضع الشلل والحصبة والتدريب النوعي مستمر وحقائب ترصد أمراض مشمولة باللقاح تحدث بشكل دوري.

الفجوات

الفجوات التي أشار إليها المشاركون ضمن هذا المسار، هي عدم وجود تقييم للمخاطر إلا لبعض الأمراض السارية مثل الشلل الرخو الحاد والحصبة، ولا يتم ربط البيانات مع القطاعات الأخرى حيث يكون الاعتماد على المخبر المرجعي في التحاليل الجرثومية والكيميائية لعدم توفرها على المستوى المحيطي. ولا يتم ربط النتائج المخبرية الصادرة عن المخبر المرجعي إلكترونياً، إلا في بعض الأمراض مثل الشلل الرخو الحاد والحصبة والأنفلونزا، والترصد القائم على المجتمع المحلي موجود لكنه غير منتظم، وهناك تسرب للكوادر المدربة والمؤهلة.

أهداف مستقبلية

تقوية الترصد القائم على المجتمع المحلي وتنظيمه وتفعيل تبادل البيانات مع القطاعات الأخرى وتجهيز مخابر محيطية باللوازم والكوادر لدعم الترصد الوبائي وتأمين الربط الالكتروني للنتائج المخبرية عن كل الأمراض السارية تعتبر من أهم التوصيات التي تحدث عنها الدكتور الإدلبي، والتي توصل إليها الفريق في مناقشاته حول اللوائح الصحية المتعلقة بالترصد. وعليه فإن المطلوب من منظمة الصحة العالمية في هذا الجانب هو تطوير التقصي ومشاركة القطاعات الأخرى من خلال الربط الإلكتروني، بحيث تشاركنا في أي حدث صحي يلاحظ لديهم على سبيل المثال حدوث أي مرض أو عارض صحي لدى مديريات الصحة الحيوانية أو المشاركة المجتمعية في موضوع الإبلاغ ومعالجة مرض اللاشمانيا والأمراض الحيوانية المنشأ مثل داء الكلب والمالطية وغيرها من الأمراض التي تحتاج لمساعدة القائمين على الصحة الحيوانية، لوقف أي مرض والتخلص منه. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجهات الأخرى التي يجب أن تكون شريكة في هذا الجانب.