الفلسفة هي فن وإبداع وتكوين المفهومات وتركيبها، هذا ما تناوله الكاتب "أنس شكشك" من خلال تأكيده على دور الفلسفة في السعي نحو العقول ولزوم الكشف عن معاني الأشياء، وأهمية البحث عن قيمة الحياة الإنسانية والاهتمام بالحقائق الكبرى التي يعيشها الإنسان في صميم حياته الروحية.

يرى الكاتب "شكشك" بأن ماهية الفلسفة هي معرفة لاكتشاف الحقائق الأزلية والطريق إلى الحقيقة التي يبحث عنها الإنسان لفهم ذاته كمدخل إلى عالمه المليء بالخفايا والأسرار.

يوضح الكاتب من خلال كتابه "فلسفة الحياة" أن المعرفة هي اكتشاف للحقائق الأزلية الخالدة والذي يفكر في أصل الوجود وماهيته، حيث إن الإنسانية اتخذت اتجاهين رئيسيين في الفلسفة هما الطبيعة المادية والعقلانية المثالية أو الروحية. وكانت الفلسفة تراوح بين الشك واليقين. ولهذا تعددت التيارات الفكرية والمذاهب وتغيرت حسب الأزمنة والأمكنة.

يوضح الكاتب في كتابه إلى علاقة الفلسفة بالأدب اللذين تجمعهما حقيقة واحدة والمتمثلة في اهتمام كل من الفيلسوف والأديب بمصير الإنسان ومواقفه البشرية وقيمته الأخلاقية وصراعه ضد شتى القوى الإنسانية، أما الخلاف بينهما فهو أن مقياس المذهب الفلسفي هو الحق لا الجمال الذي يبتغيه الأدب، ومعيار الحكم الفلسفي هو الصدق أو الكذب.

يشير الكاتب إلى ما يتميز به الإنسان من الفردية والشخصية والوعي والتفكير وهو ككائن يسعى إلى البقاء والانتشار.

يعتبر الكاتب أن الحب الحقيقي هو تلك العلاقة الحية التي تقوم على التبادل والتجارب، إذ تنشأ بين الطرفين علاقة أخذ وعطاء، فأحيا أنا بحياة الآخر ويحيا الآخر بحياتي وكالحب الأبوي والحب الأخوي.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإن الإيمان ليس مجرد اعتقاد بمجموعة من الوقائع الموضوعية أو مجرد تصديق لبعض القضايا، بل هو علاقة روحية تكون في صميم الوجود الإنساني، فصلة الإنسان بالله لا بد من أن تكون بمثابة الدعامة التي يرتكز عليها الوجود.

وتناول الكتاب حكمة الجمال وعلاقتها بالفن وخصوصاً أن الكاتب يعتبر الجمال والفن مرتبطين بارتباط الوجود الإنساني بالطبيعة، حيث إن ارتباط الجمال بالفن نافذة الأمة في الثقافة والحضارة، أما الإدراك الجمالي فهو إحساس ينكشف لنا من خلاله معنى الموضوع الجمالي عن طريق ما فيه من اتحاد وثيق بين المادة والصورة أو بين المضمون والشكل، بالإضافة إلى حكمة الحرية التي عرفها الكاتب بأنها القدرة على الفعل مع انعدام كل قسر داخلي أو خارجي متحققة بالإرادة.

ويرى الكاتب بأن الإنسان الحر هو ذلك الذي يعرف أن حياته ليست سوى تحقيق مستمر للقيم التي يحملها الإنسان. كما تطرق إلى عالم الأخلاق والمثل العليا تحت عنوان: "الحكمة الأخلاقية التي اعتبرها إحدى المميزات الكبرى للوجود الإنساني كون الإنسان كائناً أخلاقياً يحتضن في أعماقه قوة باطنية هي الشعور الأخلاقي أو الضمير الذي يحكم على الأفعال الإنسانية على ضوء ما تستحقه من قيم أخلاقية".

إن الحياة لابد أن تقوم على الاتزان بين حالتين متعارضين كالثبات والتغير والنظام والتطور والضرورة والحرية بالخروج من الأطر الضيقة كالتيارات الفكرية المتعددة. وهكذا نرى أن الكاتب عرض مفهومه للعمل الفلسفي من خلال كتابه "فلسفة الحياة، دراسة الفكر والوجود" من خلال الإحاطة بكثير مما ألف ونشر بهذا الخصوص.

----

الكتاب: فلسفة الحياة، دراسة الفكر والوجود

الكاتب: أنس شكشك

الناشر: دار الشروق، 2009