يعتبر كتاب "عيون الحكمة" لابن سينا موجزاً بسيطاً يجسد الحكمة النظرية بأقسامها الثلاثة في الفلسفة المشائية كالمنطق والطبيعيات والإلهيات دون الدخول في التفصيلات.

تناول ابن سينا في كتابه "عيون الحكمة"، الحكمة النظرية في أصولها العامة الذي يعتبر الأساس الأول لكل تعليم مدرسي‌ سواء في العالم الإسلامي والمسيحي طوال العصر الوسيط، وهو بسيط لأنه لا يعرض إلا الأصول العامة المقررة بين أهل الحكمة، دون الدخول في الخلافات والآراء وترجيح بعضها على بعض ونقد مذهب المخالفين وتأييد المذهب الخاص الذي يعتنقه المؤلف ليكون الموضوع مثيراً للجدل والنقد.

بما أن كتاب "عيون الحكمة" يعتبر موجزاً بسيطاً فلا ننتظر منه أن يأتي بجديد على التقليدي الأوّلي البسيط في الفلسفة الإسلامية التقليدية، ولا أن يضيف شيئاً إلى ما عرفناه من سائر مؤلفات ابن سينا، فهو لا يكشف جديداً مطلقاً لا بالنسبة إلى الفلسفة الإسلامية ولا بالنسبة إلى ابن سينا نفسه، فهو يعرض للحكمة النظرية العامة والسيناوية بخاصة في أبسط صورها.

قال الفخر الرازي بعد الديباجة: كتاب "عيون الحكمة" كتاب أخباره سطرت في صحائف المفاخر، وكتبت على جبهة الفلك الدائر، وهو في الحقيقة كالصدفة المحتوية على غرر مباحث القدماء، والمحيطة بمجامع كلمات الحكماء.

لم ينشر من كتاب "عيون الحكمة" من قبل إلا قسم الطبيعيات نشر ضمن مجموعة بعنوان "تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات".

ضم الكتاب مجموعة من المخطوطات كمخطوطات شروح الفخر الرازي ومخطوط أحمد الثالث ومخطوط الحميدية في إسطنبول.

أن كتاب "عيون الحكمة" لابن سينا سمي هذا الاسم في مخطوط الفاتيكان وفي فهرست ابن سينا الذي أورده القفطي نقلاً عن رسالة أبي عبيد الجوزجاني في ترجمة ابن سينا لم يرد اسم "عيون الحكمة" بل ورد "كتاب الموجز"، والسبب في ذلك أن للكتاب اسمين "عيون الحكمة" و"الموجز"، ونظن أن الاسم الحقيقي للكتاب هو "الموجز" وسمي "عيون الحكمة " للدلالة على ما فيه.

----

الكتاب: عيون الحكمة

الكاتب: الشيخ الرئيس ابن سينا

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب