يعتبر مشفى الأمراض الجلدية والزهرية التابع لجامعة دمشق، المشفى التخصصي التعليمي الوحيد من نوعه في سورية الذي يقدم خدماته الطبية والعلاجية والتحاليل المخبرية والعمليات الجراحية والمعالجات الليزرية والشعاعية للمواطنين بشكل مستمر ومجاني.

يتبع المشفى مالياً وإدارياً لجامعة دمشق، وقد خصص له بناء تحمل واجهته فن العمارة الإسلامية ضمن حرم رئاسة جامعة دمشق؛ حيث أسس عام 1991. يلبي المشفى حاجات مرضى الجلدية بدءاً بالحالات البسيطة (كالأكزيما، الكلف، وحب الشباب) وانتهاء بالحالات المعقدة (كالأورام الجلدية على اختلاف أنواعها)، ويحوي المشفى 32 سريراً مناصفة بين الرجال والنساء.

للمشفى ثمانية أقسام من ضمنها صيدلية خاصة للمرضى المقيمين وقسم للعمليات الجراحية الصغرى وقسم للمخابر، حيث يفاجأ الكثيرون بمستوى التجهيزات المتقدمة والخدمات التشخيصية والعلاجية التي يقدمها مشفى الجلدية بدمشق، وهو الذي يستقطب أعداداً كبيرة من المرضى القادمين من جميع المحافظات السورية، فهناك إقبال متزايد وعلاجات لحالات نادرة رغم ظروف الحرب والحصار.

خدمات الأشعة

حول آخر المستجدات في عمل المشفى والخدمات التي يقدمها، أشار مدير المشفى الدكتور علي عمار اختصاصي جراحة تجميلية في حديثه إلى البوابة المعرفية: أن عدد المراجعين للمشفى يصل إلى 400 حالة في اليوم، وهناك ثماني عيادات تخصصية، وفي كل منها يوجد 3 طلاب دراسات عليا وطبيب مشرف، حيث كل حالة تراجع المشفى تأخذ حقها في الدراسة الصحيحة وتقام لها التحاليل اللازمة، إضافة إلى خدمات الأشعة فوق البنفسجية التي تستخدم لمعالجة بعض الأمراض المزمنة مثل سرطانات الجلد، وهي إجراءات تخفف العبء على المريض وعلى مشفى البيروني.

أقسام جديدة

وأكد عمار أنه رغم الحصار والوضع الصعب التي تعيشه سورية، فإن المشفى توسعت في تقديم خدماتها للمريض من خلال عيادتها المختلفة، فهناك عيادة لمعالجة اللشمانيا وهي بمثابة مركز للشمانيا التي أصبحت منتشرة جداً في كل مناطق سورية، حيث تستقبل أعداداً كبيرة من المراجعين. وهناك عيادة للأمراض التناسلية، وعيادة للعلاج بالآزوت، وعيادة تجميلية لمعالجة الحروق بأنواعها.

وأوضح أنه تم خلال الفترة الأخيرة إحداث قسم الجراحة الجديد لإجراء العمليات الصغرى بمختلف أنواعها منها الترميمية والتجميلية ومعالجة الندب، كما يوجد مخبر للتشريح المرضي، إذ لم يعد المريض بحاجة للذهاب إلى مخابر خارجية. ومخبر آخر للفطور حيث يتم أخذ عينة للتحري، وإن كان المريض يحتاج لعلاج معين أو يحتاج للزرع أو للنوم في المشفى، فهناك جناحان واحد للرجال وآخر للنساء بسعة 25 سريراً، حيث تتم متابعة المريض وتلقي العلاجات النوعية لا سيما أن المشفى يمتلك العلاج النوعي البيولوجي.

وهو أحدث ما توصل إليه طب الجلد على مستوى العالم لعلاج الصدف والفقع وعلاج الأمراض المناعية. وفي حال احتاج المريض إلى أمور أخرى، فيتم إرساله إلى مشفى المواساة لتقدم له الاستشارات المطلوبة.

مخابر متطورة

وقال عمار: رغم الضغط على المشفى، تم وضع خطة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لربط القول بالعمل، تضمنت ترميم البناء لكونه قديماً جداً، وكانت البداية بشعبة المرضى للرجال التي أصبحت في أفضل حال. وقد تم تقسيم المشفى إلى قسمين (يسار ويمين) بحيث ينتهي الترميم بالكتلة اليسارية ويبدأ في الكتلة اليمينية كي لا يتوقف عمل المشفى. ومن أهم الترميمات هي إصلاح وتجديد مخبر التشريح المرضي الذي كان بوضع سيء جداً، إضافة لترميم كافة المخابر الأخرى المدرجة في الخطة، وتم نقل الصيدلية إلى الأعلى لكونها تخدم المرضى المتواجدين في المشفى، وقد أصبحت صيدلية متكاملة بمعايير عالمية.

وأكد مدير المشفى أن جميع هذه الإنجازات تمت ما بين عامي 2022 و 2023 وقد تضمنت تركيب طاقة شمسية للمشفى، والاستفادة من مكتب القبول لكونه قاعة كبيرة وتحويله إلى صالة انتظار للمرضى تتسع إلى 65 مريضاً مجهزة بقارئ للهوية وتسجيل على الكمبيوتر، وتوزع المرضى على باقي الأقسام ضمن خطة طموحة بحيث لا يحتاج المريض للسؤال أين يذهب، حيث تنزل الأسماء على الشاشة والمكان الذي سيتوجه إليه المريض. وقد تم تقديم طلب وتفعيل كابلات ضوئية خاصة للمشفى مستقلة عن الجامعة من مركز النصر إلى المشفى ضمن خطة الأتمتة التي وصلت إلى مراحل متقدمة، وخاصة أن هناك سيرفاً خاصاً بالمشفى وتوثيق لكل الحالات والعمليات التي تجرى فيه.

وأشار الدكتور علي عمار إلى أن العمل في المشفى يتم بالتوازي بين الناحية التعليمية التي تعتبر على رأس الأولويات التي تقدم من قبل أطباء مختصين فهناك 10 أساتذة و80 طالب دراسات عليا وكادر تمريضي وإداري متكامل. والناحية الخدمية التي لا تقل أهمية. منوهاً إلى وجود شعبتين للعمليات، واحدة في الطابق الأرضي وهي أقرب للجراحة الصغرى عن طريق التخدير الموضعي وتقديم طعم صغير وهناك جراحة تجميلية، والجراحة الثانية هي لنفس الخطة حيث تركز العمل على وجود غرفة عمليات متكامل في الطابق الأرضي مع المحافظة على قسم من العمليات في الطابق العلوي.