يتناول الكاتب علي حسين في كتابه "دعونا نتفلسف" حكاية 25 فيلسوفاً من أهم الفلاسفة كسقراط وأرسطو وسينيكا وفولتير وكانط وهيغل وفريدريك نيتشه وشوبنهاور وسارتر وألبير كامو، بالإضافة إلى أسماء لها بصمتها في تاريخ الفلسفة وحاضرها.

يفتتح الكاتب علي حسين كتابه "دعونا نتفلسف" بالكلمات التالية "الفلسفة لا تحتاج بتاتاً الى المفردات الوحشية التي يثقل بها كاهلها، لأن القضايا التي تطرحها تعني أي شخص راغب في معرفة أحوال العالم وفهمه، ولذلك لا بد من تناول الفلسفة بلغة خالية من البطانة"، موضحاً العديد من الأفكار والهدف الرئيسي للكتاب.

يقول الكاتب علي حسين في مقدمة كتابه: إننا بطبيعة الأمر كثيراً ما نواجه بهذه العبارة (يا أخي لا تتفلسف) ويتساءل المؤلف كيف شاعت وانتشرت هذه العبارة بين العامة؟ وهل هناك حقاً ما يمنع الإنسان من أن تكون له فلسفته الخاصة تجاه الحياة وأن يكون له موقف نقدي لما يجري حوله؟ ويرى أن هذا الموقف من الحياة هو الضمانة لتجديد الحياة نفسها.

يركز الكاتب على فكرة مهمة مفادها أن من حق كل إنسان أن تكون له فلسفته الخاصة تجاه نفسه وتجاه الآخرين وما يجري حوله، فالفلسفة بالنسبة إليه نشاط إنساني يمارسه الجميع من خلال رغبتهم لفهم العالم من حولهم وطرحهم الأسئلة التي تستحضر الوجود الإنساني باعتباره سؤالاً أو مشكلة تعتبر الحجر الرئيسي للفلسفة.

يعود المؤلف بالفلسفة إلى مهدها الأول الذي انطلقت منه، ويربطها بجذورها وبيئتها من خلال 25 موضوعاً ضم سيراً ذاتية ومواقف وقصصاً وأفكاراً علمية وفكرية لفلاسفة ومفكرين كان لهم دوراً في المساهمة بتغيير عالمنا ودفعه نحو الأفضل، ابتداءً من طاليس وانتهاء بسارتر، مروراً بسقراط وأفلاطون وأرسطو وهيغل وديكارت وسبينوزا وهيوم وكيركيغارد ونيتشه وراسل وعبد الرحمن بدوي وغيرهم ممن اعتبروا ومثلوا الخط العريض للفكر الإنساني في تاريخه الطويل، وعملوا على توجيه الفكر والحضارة الإنسانية نحو التطور والرقي، ونجحوا في تأسيس أم العلوم التي قدر لها أن تتفرع لتشكل العديد من الاختصاصات العلمية والأدبية كعلم النفس والاجتماع والرياضيات والتاريخ وعلوم الفلك والفيزياء وغيرها من العلوم التي تعتبر أحد فروع واهتمامات الفلسفة والفلاسفة.

يحاول الكاتب أن يجذب القارئ لمتابعته بكل شغف من خلال البدء بعنوان يثير فضوله نحو التساؤل: فقد عنون الفصل الأول (الرجل الذي خرج للبحث عن نفسه) وكان يقصد به الفيلسوف اليوناني هيراقليطيس، أما الفصل الذي كتبه عن حياة الفيلسوف سقراط ومحاكمته فكان عنوانه (إذا حكمتم علي بالموت فلن تجدوا من يحل محلي بسهولة) وهذه كانت كلماته الأخيرة التي قالها أمام الأثينيين الذين حكموا عليه بالإعدام.

أنهى المؤلف علي حسين كل فصل بجزأين: قدم في الجزء الأول مجموعة من أهم مؤلفات الفيلسوف المترجمة إلى العربية، الذي حمل عنوان (ما الذي يجب أن تقرأه عن اسم الفيلسوف).

أما الجزء الثاني الذي حمل عنوان (ماذا عن مصادر اسم الفيلسوف في العربية) حيث يقدم فيه أهم المصادر عن الفيلسوف مما كتبه المفكرون والفلاسفة عنه مما أضاف قيمة للبحث والمعرفة عن حياة الفيلسوف بهدف فتح آفاق قراءات أخرى عن الفيلسوف تقدم للقارئ بطريقة ورؤية جديدة ومن أكثر من وجهة نظر ورأي.

الكتاب محاولة جديدة لتحريض القارئ على رفع سقفه الثقافي وتوسيع دائرة أفقه المعرفي، من خلال الحديث عن الفلسفة والغوص في شخصياتها ومفكريها بطريقة سردية رفيعة.

----

الكتاب: دعونا نتفلسف

الكاتب: علي حسين

الناشر: دار الكتب العلمية، بغداد، 2020