الحكمة علم يتم البحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية. وتشمل الحكمة القدرة على التعلم والتلفظ بأقوال حكيمة والتصرف بحكمة وموعظة، كما وتعبر الحكمة عن المعرفة التي يكتسبها الفرد بسبب التجارب والخبرات التي مر بها.

تمتاز الحكمة بأنها مزيج ما بين المعرفة والخبرة والفهم العميق للتسامح والتوازن، بالإضافة إلى الاحتماليات والشكوك في الحياة، حيث إن الحكمة تمتاز بكونها شاملة لكل الخبرات الإنسانية التي تم التعرف عليها منذ القدم.

تناول العديد من المؤلفين الحكمة بمؤلفاتهم، فتحدث د. ناصر العمر في كتابه "الحكمة" عن المكانة العظيمة للحكمة، وحاجة الأمة لها في الحاضر والمستقبل في كل شؤونها.

تناول الكاتب في كتابه فوائد الحكمة وعواقبها، وتحدث عن موانع الحكمة وأركانها وأسبابها، وفي ختام الكتاب ذكر الكاتب تطبيق واقعي عن أمور معينة يندر فيها مراعاة الحكمة، وقام بالتنبيه على بعض المسائل والقضايا المتعارضة، التي خلط الناس بينها مع أن هناك خيطاً رفيعاً يفصل بينهما، لا يدركه إلا الحكماء وهي من الأمور الهامة التي تعد الحد الفاصل بين الحلال والحرام في الكثير من القضايا.

وتقول الكاتبة زهرة يحيى علي في كتابها "الحكمة": "تمر بنا الحكمة فنستحسنها ونتجول في بساتين الكتب وأكوام الورق فتقع العين على حكمه، موعظة، شعر جميل، قصة تختبئ هنا وهناك بين سطور الكتب، فتؤثر في أعماقنا وتتعلق في ذاكرتنا وتطرب لها نفوسنا، فندونها لجمالها على صفحات دفاترنا، لنلجأ إليها عندما يضيق القلب وتسأم النفس من الماديات، ويحتاج العقل إلى نزهة بين الأوراق والرحيل بعيداً مع الكتاب وما أجمل الرحيل مع الكتب".

فقد جمعت الكاتبة في صفحات كتابها روائع القصص وجميل الحكم وطرائف الأخبار وفلسفة القدماء وما تغنى به الشعراء، وخلاصة تجارب الأقدمين.

بينما يقول "أوشو" في كتابه "الحكمة": يتميز القرن العشرون بوجود أكبر عدد من الناس الذين يتساءلون عن معنى الحياة؟ ولماذا نستمر في هذا العيش القاسي والعنف والقتل والمجازر والحروب الأهلية تتكاثر في العالم؟ أصبح إنسان اليوم خائفاً من الحياة، أكثر بكثير من خوفه من الموت، أصبح وجوده بحد ذاته يخيفه، إذ كيف عليه أن يتكيف مع حياة بتلك القسوة والوحشية؟

يؤكد "أوشو" أن علينا أن نسير باتجاه ذاتنا، أن نحقق ذاتنا كما نحن وألا نخشى ذاتنا، الناس يتكلمون كثيراً، ويكثرون من الكلام لأنه يشغلهم عن تأمل ذاتهم، عن حقيقة وجودهم.

حاول "أوشو" في كتابه أن يعلمنا كيف نستمر بالحياة في هذا العالم، وكيف نحول النقمة إلى نعمة، كما يبين لنا أن كل سلبية يقابلها شيء إيجابي، كما أنه يؤكد بأن وجودنا مرتبط بالكون وبأن علينا أن نبدأ بتأمل أنفسنا ومشاعرنا، إننا لا نعرف أنفسنا بل نسعى إلى أن نكون كما يريد منا الآخرون، أصبح إنسان اليوم لا يشعر بالسعادة إلا بمقدار رضى الآخرين عنه.

وتناول الكاتب نبيل أحمد في كتابه "حدائق الحكمة" العديد من الأقوال المأثورة من مدرسة الحياة، والتي يجب على كل إنسان أن يطبقها في حياتهِ ليكون ناجحًا ومتألقاً، فقد جمع هذا الكتاب الحكم القيمة والأقوال المأثورة عن كل شيء مثل الإدارة والصبر والشجاعة ومحاسن الأخلاق وغيرها، كما ضم حكماً عالمية، وأقول لعظماء التاريخ مثل حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعمر المختار رحمه الله، ونابليون بونابرت، ومحمود درويش، وغيرهم.

وهكذا نرى أن الحكمة هي عبارة عن خلاصة التجارب الحياتية والاستفادة من مدرسة الحياة، وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة التي هي وضع الأشياء مواضعها وتنزيل الأمور منازلها، وتشمل الحكمة القدرة على التعلم والتلفظ بأقوال حكيمة والتصرف بحكمة وموعظة.

----

المراجع:

-كتاب الحكمة، زهرة يحيى علي، دار الوطن، 1992.

-الحكمة د. ناصر العمر، 2003.

-الحكمة، أوشو، ترجمة متيم الضايع، دار الحوار، اللاذقية، 2013.

-حدائق الحكمة، نبيل أحمد بلهي الجزائري، 2010.