يعد التحكم في جودة اختبار المنسوجات أمرًا لا غنى عنه لضمان سلامة وموثوقية المنتجات النسيجية. يستلزم اختبار النسيج العديد من التقييمات، بالإضافة إلى الاختبارات الفيزيائية والكيميائية واختبارات الأداء، للتحقق من الامتثال للمتطلبات والمواصفات.
عادة ما تشمل الاختبارات الفيزيائية انتقادات لقوة المواد، والمتانة، وتوازن الأبعاد. تحدد فحوصات طاقة الشد مقاومة القماش للتمدد والتمزق، بينما تتحقق تقييمات مقاومة التآكل من قدرته على مقاومة الاحتكاك والتآكل. تختبر اختبارات القدرة الأبعادية تغيرات في أبعاد المواد نتيجة لعناصر مثل الغسيل والتجفيف والكي.
أما في الاختبارات الكيميائية فيتم التعرف على تكوين الألياف ومحتوى الصبغة ثم ثبات اللون. وبالتالي، يقوم تكوين الألياف بتقييم وتحديد أنواع الألياف الموجودة في النسيج والتي تؤثر على خصائصه. تحدد اختبارات ثبات الألوان مقاومة النسيج من أجل التلاشي أثناء الغسيل والمظهر والأشياء البيئية المختلفة.
كما أن اختبار الأداء يحفز ظروف العالم الحقيقي من أجل تقييم مدى ملاءمة النسيج للتطبيقات الفريدة. تتحقق إدارة الرطوبة من قدرة المادة على التخلص من الرطوبة وإبعادها عن الجلد. بالإضافة إلى ذلك، تقيس اختبارات العزل الحراري قدرته على الاحتفاظ بالحرارة. وبالتالي، تتحقق الحماية من الأشعة فوق البنفسجية من قدرة القماش على تحمل الأشعة فوق البنفسجية الجريئة التي تحتاجها بشدة إلى الملابس الخارجية والملابس الرياضية. ولعل جميع الاختبارات السابقة يمكن اختصارها من خلال اختبار واحد يهتم بالحصول على جودة الخيط بالمواصفات المطلوبة.
منظومة متكاملة
المهندس عمار ياسر عزام من قسم هندسة ميكانيك الصناعات النسيجية بجامعة دمشق تحدث حول مشروعه الذي يتضمن تصميم وتطوير منظومة مؤتمتة لمراقبة جودة الخيط المنتج على آلة الغزل الحلقي من أحد أنواع الغزل التي تنتج الخيط وتعطيه الدقة والموثوقية وهي الأكثر انتشاراً عالمياً.
وأشار إلى دور هيئة البحث العلمي في سورية التي ساعدته على تحقيق فكرته من خلال التوصيات المستمرة على تطوير هذه الآلة وحل مشكلاتها والتي تعتبر واحدة من أكبر هذه المشكلات العالمية، وهي الحرارة العالية المترددة التي بسببها يكون إنتاج الخيط بمواصفات سيئة جداً. حيث تتردى مواصفة الخيط كلما ارتفعت الحرارة نتيجة السرعات العالية وتتراجع مواصفته وجودته.
اختصاراً للوقت ودقة في الأداء
يقول المهندس ياسر عزام: عملنا في هذا المشروع على تصميم وتطوير منظومة بشكل مبتكر بحيث تعمل على تقييم مواصفة الخيط لحظة إنتاجه. لا داعي لأخذ كميات الإنتاج الابتدائية ونقلها إلى المخبر وانتظاره لكي يعطي النتائج "إن كان المنتج أو الخيط ضمن المواصفة المطلوبة أم لا" ثم نعود إلى المصنع لنعيد تقييم الإنتاج. فمن خلال هذه المنظومة يمكن القيام بشكل مباشر بتقييم الإنتاج بحساسات مبتكرة توضع مقابل آلة الإنتاج، ومباشرة يستطيع مراقب الجودة تعديل ومعالجة الخيط ضمن الشكل والمواصفة المطلوبة. وبالتالي تلافي الخسائر والهدر والمعالجة لحظة الإنتاج مباشرة، وهي توفر وقتاً وجهداً وتكاليف بشكل عام. إضافة إلى الحصول على الجودة بأفضل شكل مطلوب.
آلية العمل
وبين صاحب المشروع أن هذه الفكرة تطرح لأول مرة في سورية، وقد استمروا بالعمل عليها لمدة ثلاث سنوات، إلى أن وصلت إلى مشروع متكامل يمكن تطبيقه في معامل النسيج بشكل آمن وفعال. وأكد على أن فكرة المنظومة تعتمد على الربط بين الحرارة والجودة والسرعة. وهذا كان يعاني من صعوبة كبيرة في السابق. حيث تم توظيف ذلك "بالإورد وينو" والبرمجة والمراقبة، وكانت له تكلفة كبيرة وخاصة موضوع تأمين الحساسات الإلكترونية. إضافة إلى صعوبة العمل في البرمجة والقياسات والحرارة لوضع برامج متكاملة وبرامج لتحقيق الإنتاج ودراسة الحالة إذا كان الخيط ضمن المواصفة المطلوبة أم لا.
المشروع مطروح للتطبيق، وخاصة بعد أن كان أحد المشاريع المشاركة والتي وصلت إلى النهائيات في ملتقى المشاريع التي أطلقه الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع مؤسسة رواد الأعمال.