هناك اختلافات دقيقة ومتعددة تتعلق بالأمراض القلبية لا يدركها سوى أخصائي القلب. ففي ورقة عمل بحثية للدكتور أسامة الزغير الأخصائي بأمراض القلب وبطب القلب النانوي تحمل عنوان "عيوشة العضلة القلبية في الدراسات لعام 2024" يبين بأن مصطلح عيوشة العضلة القلبية ليس كما يتبادر إلى الذهن "أن العضلة لا تزال حية أم لا".

المصطلح العلمي لهذه المسألة يعني: منطقة من عضلة القلب خفت حركتها أو توقفت عن الحركة بشكل مؤقت، فإذا كان ذلك بسبب انقطاع تروية الدم عنها ومن ثم أعيدت إليها التروية فإنها تعود إلى الحركة.

جوانب طبية هامة

الأمر ليس بهذه البساطة هناك تساؤلات عدة، هل هذه العودة إلى الحركة سيؤثر إيجاباً على حياة المريض مستقبلاً، وما الفائدة السريرية من عودة التروية إلى منطقة من القلب كانت قد أصيبت بضعف في حركتها، وهل سيؤثر ذلك بالمستقبل إيجاباً على حياة المريض، وهل ستعود هذه العضلة للحركة أم لا؟.

يقول الدكتور الزغير: إن الدراسات حول هذه المسألة الطبية بدأت منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وفي البداية كانت الدراسات الصغيرة وبينت "أنه بمجرد إعادة التروية للمنطقة ستعود الحركة وسيتأثر المريض إيجاباً وسيعود إلى حياته الطبيعية". لكن تلك الدراسات لم تكن موسعة وكافية وجاءت بعدها دراسات موسعة تقول:" لأن الموضوع ليس بتلك السهولة فهناك عوامل متعددة ومتداخلة، فهي ليست فقط أن قطعة من القلب تتحرك" فهناك مجموعة من العوامل الأخرى التي يعاني منها المريض. فعلى سبيل المثال: إن تحركت هذه المنطقة من العضلة القلبية أم لم تتحرك، فلا بد من الانتباه إلى موضوع الاستقرار الكهربائي، وإن كان يناسب اضطراب نظم القلب أو يسبب توقفه. وهل هناك تهديد باحتشاءات جديدة أو إصابات نقص تروية جديدة وهل هناك آليات أخرى ستثار؟  وأيضاً ما هو تأثير العملية نفسها على المريض؟

عوامل الخطورة

هناك تفاصيل كثيرة توصلت إليها الدراسات وتوصيات أراد الدكتور أسامة الزغير إيصالها إلى أصحاب الاختصاص وإلى العامة أيضاً وأكثرها أهمية: أن الإنسان الذي أصيب بتضييق شرياني شديد، يتوجب على طبيبه أن يفتحه له بكل الأحوال، حتى إن كانت المنطقة هذه تعطي عيوشية أو لا تعطي. لأن فتح الشريان سيؤدي إلى فوائد أخرى باتجاهات أخرى.

إن الأشخاص أو المرضى الذين يجب ألا يفتح لهم الطبيب الشريان أبداً بحسب دراسات العيوشية، هم الأشخاص عالي الخطورة "أي أن الجراحة نفسها فيها خطورة كبيرة"، وكذلك المرضى الذين لديهم مشكلات أخرى مرافقة، هؤلاء يجب التأني بفتح الشريان حتى لا يتعرضوا لمشاكل قد لا تحمد عقباها.

وأكد الزغير على ضرورة المعالجة المتكاملة، فالمسألة ليست مجرد فتح شرايين بل لا بد من تقديم العلاج الدوائي المكثف، وأن يحدد الطبيب حاجة المريض لنوع الخدمة الطبية التي يحتاجها.