لتعريف الأجيال القادمة والحاضرة بمدينة دمشق ورجالاتها وما قدموه لرفعة الوطن عبر الحقبة التاريخية الممتدة من أواخر فترة الاحتلال العثماني وحتى الستينيات من القرن العشرين، يقدم كتاب "دمشق رجال وأحداث وأماكن وصور" للباحثة الدكتورة عزة آقبيق، دراسة ميدانية بين أحياء دمشق القديمة والحديثة.

يقع كتاب "دمشق رجال وأحداث وأماكن وصور" للدكتورة عزة أقبيق في تسعة فصول، ويتميز عن غيره من الكتب التي تناولت دمشق بكونه خلاصة جولات ميدانية ومقابلات شخصية للباحثة، أثرته بمعلومات موثقة من مجموعة مصادر ومراجع اختصت بالكتابة عن تاريخ عاصمة الثقافة العربية لعام 2008. وأبان الكتاب مجموعة الميزات التي منحت أرض دمشق الشام تلك الأوابد الشامخة عبر العصور، وجعلتها وجهةً ومقصداً لكل باحث وأثري حاول توصيفها بكل معالمها وأنماط معيشة أهلها.

يتألف الكتاب من بابين، الباب الأول يحتوي على نبذة قصيرة عن مدينة دمشق القديمة داخل السور وخارجه، بحسب التوزيع المكاني وتقارب الأحياء وتلاحمها معاً. وفيه تتحدث الكاتبة عن دمشق، ساحاتها، مدارسها، حماماتها، مقابرها، أبوابها، عائلاتها، ما في وسعها، لأن كتب التاريخ سجلت كماً هائلاً من الأسماء والمواقع، فاكتفت بذكر بعضها والتقطت صوراً تشير إلى بقائها وخلودها بين الناس.

بناة الوطن

وفي الباب الثاني "بناة الوطن"، تلقي الضوء على أعلام مبدعة وفاعلة في المجتمع الدمشقي القديم والحديث، منها معروف ومنها قد لا يكون معروفاً لدى الناس، سيتعرف إليه القارئ للمرة الأولى من خلال هذا الكتاب، بعضهم يتحدث بلسان حاله ويسرد لنا عن إنجازاته، منهم الطبيب والمهندس، العالم والمحارب، الشاعر والمؤرخ، الفنان والمربي. دونت عنهم الكاتبة من كتب التاريخ، أو نقلت شفهياً أو كتابياً من أشخاص، مع توثيق المكتوب والمقروء من المصادر التاريخية.

صور موثقة

تم إغناء الكتاب بصور التقطتها الباحثة من كل مكان غال على القلوب، وتوغلت في عمق الأزقة القديمة وتحدثت مع المعمرين فيها على مختلف مشاربهم مع مزيج لطيف من الأدب والفن، وتمثل الصور التراث الدمشقي وشجاعة أهل الشام، مستعينة بكتب قديمة إضافة إلى الشبكة العنكبوتية.

توجهت بالشكر في مقدمة الكتاب لشيخ مهندسي دمشق الأستاذ خليل الفرا الذي أمدها بتاريخ التطور العمراني للمدينة والحياة الاجتماعية فيها، وللدكتور إبراهيم حقي الذي أثرى الكتاب بمعلومات تكتب للمرة الأولى، إضافة إلى سوزان جفان، وآل زكريا الذين شاركوا في إغنائه من ناحية تصميم وإخراج الغلاف.

تناول الكتاب في الفصل الثامن الجمعيات الخيرية، وهي جمعية الإسعاف الخيري التعليمي عم 1907م، وجمعية وردة دمشق وجمعية الهداية الخيرية عام 1932م، من حيث تأسيسها ودورها المجتمعي وأهدافها التنموية والإنسانية.

ثم تناولت الأسر الدمشقية ومنها أسر تألقت في مجالات العلم، الزراعة، الطب، الأدب، والمقاومة الوطنية والإعلام وغيرها من المجالات.

----

الكتاب: دمشق، رجال وأحداث وأماكن وصور/ دراسة ميدانية بين أحياء دمشق القديمة والحديثة

الكاتب: د. عزة آقبيق

الناشر: دار العراب، دمشق، 2020.