إنه كتاب عن كيفية استرجاع القوة التي فقدناها، وكيفية التحكم بحياتنا والوصول إلى مكان أفضل. كيف يمكننا أن نتحرر من آفاتنا وأوهامنا، وأن ننتقل إلى عالم جديد كلياً؟

"دوران القوة/ اكتساب القوة الداخلية" كتاب للروسي فلاديمير جيكارنتسف، وهو ينطلق أساساً من فكرة الأنوثة، إذ يعتمد الكاتب على فكرة أن البداية الأنثوية تحكم عقول الناس، وطالما أن المرأة تحكم العالم الداخلي، فهي تحكم العالم الخارجي أيضاً.

البداية الأنثوية

يرى جيكارنتسف أنه في نهاية القرن السادس عشر ومع اكتشاف كوبرنيكوس مركزية الشمس، بدأت النظرة الأنثوية إلى بنية العالم تتغلغل وتترسخ في عقول الناس، وترسخت معها القيم الأنثوية. لقد أصبحنا كلنا في محيط الدائرة، ولكننا بالمقابل تحولنا إلى حركة بحتة، والحركة تأخذنا إلى المجهول، بسبب اختفاء الرجل. ويقول الكاتب: "ما زالت آراء كوبرنيكوس ونيوتن تدرّس إلى اليوم في المدارس، وبالتالي تغرس في عقول الناس ومنذ طفولتهم النظرة الأنثوية إلى العالم وإلى قوانين تفاعل الأشياء. إن الإنسان المعاصر ينظر إلى العالم عبر العقل الأنثوي ويدافع عن القيم الأنثوية: فالديمقراطية وحقوق الإنسان والإنسانية ونصرة الضعيف، جميعها قيم أنثوية".

إن الرجل هو المركز والقوة، وإذا تقبل المحيط والضعف والمشاعر وحركة الفوضى، عندها سيكمل نفسه، بالبداية الأنثوية، ويصبح كاملاً. يستطيع الرجل التأثير في المادة، وينتظر من المادة الطاعة. وعندما لا تطيعه يشعر بالعجز، وعليه قبول هذا العجز ومعايشته وتحريره من نفسه.

وعلى الرجل أن يتقبل نقيضه كي يكمل نفسه ليصل إلى الكل الموحد. فالمركز والمحيط، والقوة والضعف، والنظام والقاعدة، والقانون والفوضى، جميعها نقائض تشكل معاً كلاً موحداً. والكل الموحد هو الطريق إلى القوة والازدهار، ولهذا السبب تحديداً اعتبر أن عصر المرأة الحالي يفتح إمكانات هائلة أمام الرجل.

المركز

إذا رأى الإنسان أن أسباب الأحداث خارجية، فإن العالم الخارجي يصبح مركزاً للقوى، وعندها ينتقل الإنسان إلى المحيط، ويصبح لعبة في أيدي القوى الخارجية. وإذا جعل المركز في داخله، عندها ينزاح العالم إلى المحيط، ويصبح هو نفسه مركزاً فيسمح للتغييرات بالحدوث. يبدأ العالم بالدوران من حوله وتبدأ التغييرات. إن التواجد في المركز هو أكثر أماناً.

الوجود في المركز يعني أن سبب الأحداث الحاصلة مع الإنسان يكون في الداخل، وعندها تحل المشكلات بسهولة شديدة.

عندما تجعل المال مركزاً للقوى، تنتقل بنفسك إلى المحيط، فأنت وحياتك بكاملها ستبدآن بالدوران حول المال وحول فكرة أين يمكن إيجاد المال. في حين أنك إذا وضعت نفسك في المركز، فإن المال سيجدك بنفسه. ولكن إذا أردت أن يدور العالم من حولك وعمل عقل الأنا الخاص بك، فإن هذا سيوقعك مجدداً في فخ "أنا الأفضل"، وسيعمل قانون انقلاب البداية الموحدة، وستعود إلى الوضع الذي هربت منه، إلى الأسفل، إلى ضعفك.

الأنا

يتسم عقل الأنا بالخوف والرفض والصراع. فالخوف هو الجدران التي تتواجد في حدودها هذا العقل. والرفض والصراع هما وسيلتا وجوده وتفاعله مع العالم الخارجي.

إن عقل الأنا المعاصر، هو العقل الرافض والمتطرف، لأنه يماثل نفسه في كل مرة فقط مع نقيض واحد، رافضاً النقيض الآخر ومتصارعاً معه وفق مبدأ "من ينتصر يعش". هذا الأمر يجعل العقل أعمى تجاه كل ما تبقى من أمور. ويفشل في تحقيق أي مركزية وتغيير.

----

الكتاب: دوران القوة.. اكتساب القوة الداخلية

الكاتب: فلاديمير جيكارنتسف

ترجمة: ريما علاء الدين

الناشر: دار علاء الدين، دمشق، 2010