يعتبر البيت الدمشقي من المعالم البارزة المميزة لدمشق القديمة، وهو أحد مكونات نسيج المدينة عمرانياً ومعمارياً. وفي هذا الكتاب يربط المؤلف بين البيت الدمشقي وأدب نزار قباني من خلال ذكر العناصر التراثية الواردة في شعره والمستوحاة من بيته الذي ترعرع فيه وتماهى في حبه وحب مكوناته.

تشكل الصفحات القليلة التي تناول فيها الكاتب البيت الدمشقي، خلاصة مكثفة لتفاصيله معمارياً من حيث تقسيماته ووظائفه المتناغمة مع المناخ والبيئة في مختلف الفصول؛ حيث يبقى من الشواهد التي تحافظ على الموروث القديم وصيانته رغم تطور الحياة بأشكالها المادية والمعنوية وتأثيرها على الحجر والبشر.

ويرى الكاتب أنه لم يعد مقبولاً تحويل بيوت دمشق القديمة إلى مطاعم وفنادق أو إزالة بعضها أو شغل بعضها الآخر بالمهن أو تركها نهباً للعوامل الجوية وسواها.

يذكر الباحث "غسان الكلاس" في الكتاب المؤلف من مئة وستين صفحة والذي يقع في ثلاثة فصول، العناصر التراثية الواردة في شعر "نزار قباني" من خلال بيته الذي نشأ فيه، والتي ليست حكراً فقط عليه بل هي قاسم مشترك في معظم البيوت الدمشقية. ويتضمن أبياتاً من شعر "نزار قباني" كوصفه البحرة في منزله بقوله:

شباكي الصغير، يفضي إلى

فسقية، يفضي إلى المشرق

إلى نوافير رمادية

تبكي بصوت أزرق أزرق

ونجد في الفصل الأول التشكيل العمراني والمعماري للبيت الدمشقي والعلاقات الأسرية والثقافة الشعبية. وفي الفصل الثاني يورد لنا ومضات من السيرة الذاتية للشاعر الدمشقي الكبير "نزار قباني" مع إضاءة على منهجه الشعري وأسلوبه الخاص موضحاً مفهوم التراث في فكره.

أما في الفصل الثالث يذكر لنا الباحث "كلاس" كيف تناول "القباني" البيت الدمشقي في أدبه، مشيراً إلى العناصر التراثية في أدبه بما يخص البيت الدمشقي، ودلالات هذه العناصر في ذاتها وفي السياق مع مقارنة ومقاربة معانيها والإشارة لأصول بعضها ورواياتها، آليات توظيفها في النص ومدى خدمتها للفكرة، وعلاقتها بالشاعر "نزار" إنساناً وشاعراً حيثما حل وارتحل، ومبيناً العناصر الجمالية في مكوناتها والتحريض على استعارتها في فيض التعبير.

ونجد في الكتاب عدة صور للشاعر "قباني" في مراحل عمرية مختلفة، وفي نهايته نلاحظ عدة صور لمملكة "نزار قباني" النباتية الأكثر وروداً في أدبه، ومنها صور الياسمين، الطرخون، النعناع، الزعتر والزنبق وغيرها.

----

الكتاب: البيت الدمشقي مظلة الفيء والرطوبة، قراءة في أدب نزار قباني

الكاتب: غسان الكلاس

الناشر: دار المقتبس، دمشق، 2021