يتحدث كتاب "الأسطورة وفلسفة الحكم في حياة ملوك الشرق القديم" عن الأساطير التي عرفها إنسان الشرق القديم منذ أقدم العصور، والتي اعتقد أنها تؤثر في حياته وأظهر كل التقديس والتبجيل لها، وتمثل هذه الآلهة والكائنات الأسطورية قوى الطبيعة المختلفة التي تؤثر في حياة الإنسان.

تحفل الحضارات القديمة بأساطير ومعتقدات صاغت إلى حد كبير الملامح الحضارية لكثير من الأجناس البشرية، حيث بُني الكثير من المعتقدات الراسخة على خرافات وأساطير محضة.

كما آمن الإنسان منذ أن ظهر على وجه الأرض بوجود قوى خفية تتحكم بمجريات حياته وتقرر مصيره، وسمّى تلك القوى آلهة ومعبودات بنى لها المعابد لإقامة الصلوات والطقوس الدينية المختلفة، وقدّم لها الأضاحي في أوقات معيّنة كي يكسب رضاها وبركتها.

وذكر د. عيد مرعي في كتابه هذا أن حكام الممالك القديمة اعتبروا أنفسهم ممثلي الآلهة على الأرض، ويبرز ذلك بوضوح في آثار ممالك الشرق الأدنى القديم المختلفة من سومر إلى أكّاد، ومن بابل إلى آشور، ومن إيبلا إلى ماري، ومن قطنة إلى أوغاريت، ومن الآراميين إلى الفينيقيين، ومن منف إلى طيبة، ومن آخيت آتون إلى مدن الدلتا وغيرها من مدن مصر القديمة.

كما ذكر الكاتب كيف استغل حكام المماليك القديمة هذه الفكرة بذكاء شديد، حيث تمكن الرجال الأقوياء من السيطرة على الحكم بالقوة، مبررين ذلك بأن الآلهة هي التي اختارتهم لتسنم العرش الملكي، وأنهم نوّاب عنها في التحكم بمصير البشر، فهم من ثمَّ حكام شرعيون لا يجوز لأحد أن يخرج عن إرادتهم، ومن يفعل ذلك يتعرض إلى عقاب شديد من تلك الآلهة، ونسجوا أساطير وحكايات تعبر عن ذلك.

----

الكتاب: الأسطورة وفلسفة الحكم في حياة ملوك الشرق القديم

الكاتب: الدكتور عيد مرعي

الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، 2022