يعتبر كتاب أساطير الحب والجمال عند اليونان للكاتب دريني خشبة رحله سحرية بعالم الأساطير والسحر في بحر الإغريق ولمحة عن حياة الآلهة، حيث تعيش آلهة اليونان فوق جبل الأولمب، حيث يعشقون ويكرهون ويتصارعون ويدبّرون المؤامرات والحيل.

الكتاب عبارة عن جزأين، ابتدأ فيهما الكاتب بمقدمة شرح بأسلوبه الشيق والمميز بعض شخصيات الأساطير المهمة وتاريخ لا يقل أهمية عن الأساطير، بالإضافة إلى بعض الأبحاث التاريخية وأبحاث عن الأساطير ومعانيها ودلالاتها. كما تضمن الكتاب دراسة كاملة عن نشوء وتطور الأسطورة بشكل عام وتخصص باليونانية وتأثيرها على الأساطير الأخرى وتأثير المناخ والجغرافيا وتبدل الشعوب عليها، ثم انتقل إلى مجموعة الفلاسفة والمؤرخين الذين قاموا بجمع وتوضيح وتفصيل كامل لتلك الأساطير.

يوضح الكاتب خشبة أن الأسطورة هي تلك الأحلام والتصورات الطفولية التي استولت على عقول القدامى حينما بدأوا بالتعلم والتطور والدأب على فهم الكون وما وراءه والتنقل من الحياة البدائية الهمجية على سلم التمدن والاستقرار ومحاولات إيجاد تفاسير معقولة لما يصادفهم خلال مسيرة حياتهم. هذه التفاسير مع مرور الوقت تفرعت أكثر وأخذت أسماء واغتنت بتفاصيل أكثر، وصارت الأجيال والشعوب تتداولها فيما بعد وتحرف فيها كما يتناسب مع منطقتها وعادات سكانها.

كما ضم الكتاب مجموعة الفلاسفة والشعراء والشعوب الأخرى التي ارتوت واستقت من خلاصة الأسطورة اليونانية. وظهر هذا التأثير جلياً في مؤلفاتهم. ثم انتقل بعد ذلك إلى شرح مبسط ومفصل عن نشأة الكون وخلق الآلهة والحرب الأولى. بعد ذلك انتقل إلى شروحات مفصلة عن سكان الأولمب العجيب من أنواع الآلهة وأنصاف الآلهة وعرائس غابها ومائها وقبائل السنتور والأوسيان والنبيريد والتيتان ومجموعة الوحوش والحيوانات الضارية التي عاشت خلال تلك الحقبة. تلك الأسماء التي آثر المؤلف منها ما هو أكثر شيوعاً في الأدب الأوروبي الحديث، الذي يؤثر الأسماء اليونانية أحياناً، ويؤثر الأسماء الرومانية في أحيان أخرى.

كما يجد الكاتب خشبة أن الأسطورة تعبير عن طفولة العقل الإنساني في رحلته الطويلة والمضنية، كما أنها شكل من أشكال الامتلاك الرمزي للعالم. ولكن ألا نجد في هذه الطفولة بالذات وفي هذا الامتلاك الرمزي للعالم دهشة الإنسان وأسئلته الأولى عن الطبيعة والله وبداية محاولاته لاكتشاف ذاته ككائن مستقل وحر إزاء الأشياء وجبروت الطبيعة وطغيان الملوك والسادة؟ ولو لم تكن الأسطورة تحمل هذه الأبعاد، فكيف يمكننا أن نفسر ذلك الحنين إلى العصر الذهبي الذي تجسده، وتلك الاستعدادات المتكررة منذ قرون لدى كبار الشعراء والأدباء والموسيقيين وفي مختلف الأجناس الأدبية؟

وهكذا نرى أن هذا الكتاب لا يعتبر ترجمة للأساطير اليونانية لوجود خلط كبير لدى الكاتب بين أساطير الإغريق وأساطير الرومان، ويتجلى ذلك في أسماء شخصيات الآلهة، فتارة يستخدم الأسماء التي أطلقها الرومان وتارة أخرى يستخدم أسماء الإغريق.

----

الكتاب : أساطير الحب والجمال عند اليونان

الكاتب: دريني خشبة

الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، 2019