ليس بالضرورة أن يكون التعليم التقليدي قد أصبح سيئاً، كما ينظر إليه الكثيرون في عالم يغوص بالتقنيات الإلكترونية الحديثة، إلا أن الأمر ينطلق من انتشار منصات التعليم الإلكترونية التي تتيح المزيد من الابتكارات المستقبلية وتوفر الدروس عبر التقنيات والأجهزة الذكية كما توفر بيئة تفاعلية توظف تقنية الويب، وتجمع بين ميزات أنظمة إدارة المحتوى الإلكتروني، وبين شبكات التواصل الاجتماعي ضمن منظومة برمجية متكاملة.

إن مصطلح المنصات التعليمية من المصطلحات التي انتشرت في الآونة الأخيرة في سورية على الرغم من أن هذا النظام متبع في دول متقدمة منذ سنوات عديدة. ولعل أفضل نتائجه هو التعلم اللاصفي الذي لا يرتبط بزمان ولا مكان معين للدراسة، فأصبح العلم مفتوحاً في أي وقت وكيف ما يشاء المعلم والمتعلم. وفي ظل البحث المستمر عن الأفضل في طرائق ووسائل تطوير عملية التعلم وخاصة في مجال الدخول إلى عالم الاتصالات والبرمجة والتحكم، فقد عملت المهندسة راما رياض غنام اختصاص إلكترون واتصالات على مشروعها (منصة تعليمية للعبور نحو عالم الاتصالات) الذي أنجزته مع زملائها محمد هاشم وسامية يعقوبي ومحمد السيوفي بإشراف الدكتور أنطون فرانسيس. وهو عبارة عن تصميم لوحة تعليمية تساعد اليافعين على فهم وتعلم مفاهيم الاتصالات بطريقة جذابة ومشوقة لجذب اهتمام الفئة العمرية الصغيرة وتشجيعها على التعلم بتكلفة مادية قليلة.

آلية الصنع

تركز عمل المشروع وفقاً للمهندسة غنام على استخدام متحكم esp32 وتوصيله بمجموعة متنوعة من الحساسات وأنظمة الاتصال، إضافة إلى إمكانية إظهار النتائج على تطبيق يعمل على الهواتف الذكية واستخدام تقنية إنترنت الأشياء. مشيرة إلى أن الدارة عبارة عن مشروع تعليمي على مستويين، الأول عبارة عن test board المتخصص بتقدم معلومات بسيطة مثل وصل التيار والتجارب المبدئية والوصول إلى النتائج وظهورها على شاشة lcd ، وتركز المستوى الثاني على استخدام حساسات قريبة للواقع العملي مثلrfd وهي نفسها تقنية البطاقة الذكية التي يتم العمل بها في الحياة اليومية. كما أن الحساسات المستخدمة هي نفسها حساس المسافة الذي يوضع لرجوع السيارات، وقد تم تخصيص جلسة منفصلة لكل حساس يتم خلالها شرح المواصفات الإلكترونية الأساسية وآليات العمل وتحويل الإشارة. ومن ثم يتم شرح التعليمات البرمجية الأساسية، ويتم العبور إلى المتحكم الذي يكون مخصصاً بتقنية الواي فاي والبلوتس ويتم وصلهم على الجوال بحيث يمكن لأي تغيرات تحدث أن تظهر على تطبيق الجوال. كما تم وصلها بتقنيات iot عن طريق منصة arduino cloud فأصبح أشبه بنظام مراقبة ذكي للمنازل، ويمكن إيصال نظام حساس حركة ولهب فيصبح أشبه بنظام مراقبة الحماية والكشف عن الحرائق أو سرقات. كما يمكن استخدامه عدة جوانب من خلال تطبيق عدة أنظمة. وبهذه الطريقة يكون قد تعلم الطالب أساسيات الإلكترون والاتصالات والبرمجة بنفس الوقت.

تكلفة بسيطة

من المعروف أن إنشاء منصة تعليمية يمكن أن يكون مكلفاً بعض الشيء، لكن وفقاً لما أشارت إليه المهندسة راما غنام، فإن تكلفة مشروعهم وصلت إلى 250 ألف ليرة سورية فقط، وهي تكلفة قليلة مقارنة باستيراد التطبيق أو المشروع من أي دولة أخرى. كما أن المشروع قابل للتطبيق والعمل في أي شركة أو مكتب أو مؤسسة تدريبية. وقالت: حاولت استيراد بعض الدارات من الخارج لاستخدامها في إحدى الشركات، فكانت تكلفتها مرتفعة جداً، وعليه نحن صممنا هذه الدارة بتكلفة بسيطة وهي تفيد الطلاب من مراحل مختلفة للعبور إلى عالم الاتصالات من المرحلة الابتدائية، ويمكن أن يتعلم الطالب البرمجة بالتست بورد والحساسات، ويمكن لليافعين تعلم البرمجة النظامية. وفي المرحلة الجامعية، فإن المشروع يفيد طلاب السنة الثانية والثالثة الذين لديهم مقررات في هذا التوجه.