منذ إحداثه العام الماضي وهو يسير بخطى متسارعة لتحقيق أهدافه بالوصول إلى المستفيدين منه. بعد أن رسمت اللجنة الوطنية المكلفة بتنفيذه مساراً داعماً له عبر رعايتها لأهم برامج التأهيل السمعي طبياً ونفسياً واجتماعياً، بهدف الوصول إلى برنامجٍ وطني متكامل للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع.

أما لماذا الحديث اليوم عن البرنامج؟ فذلك لأن العالم يحتفل في هذا الشهر "أذار" باليوم العالمي للسمع بهدف إذكاء الوعي حول كيفية الوقاية من الصمم وفقدان السمع وتعزيز رعاية الأذن، حيث يحتاج أكثر من 5 بالمئة من البشر إلى التأهيل لمعالجة فقدان السمع، ومن المتوقع وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية أن يعاني نحو 2.5 مليار شخص من درجة معينة من فقدان السمع بحلول عام 2050، فيما سيحتاج 700 مليون منهم على الأقل إلى خدمات إعادة تأهيل السمع.

انطلاقة عملية

أما السبب الثاني، فهو معرفة البروتوكولات التي يعمل عليها البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في سورية. فقد أشارت مديرة البرنامج الدكتورة منال الحمد إلى الخدمات التي يقدمها البرنامج ومكوناته والتي يتم تطبيقها والخطط المستقبلية للعمل والأمور اللوجستية، وخاصة بعد أن حصل هذا البرنامج على الدعم من منظمة الصحة العالمية في سورية من خلال التدريب وإقامة المنتديات العالمية المتعلقة بنقص السمع وتأمين 17 جهاز بث صوتي وتخطيط سمع لدعم حملات المسح السمعي خلال العام الجاري وتقديم الدعم المطلوب للتدريب الفني لـ 100 مشارك من وزارة الصحة في 16 مركزاً صحياً.

الدكتور سامر محسن

وبينت الحمد أنه تم تقديم 4 أجهزة بث صوتي مقدمة من المجتمع المحلي بريف دمشق، إضافة إلى تزويد مشفى الزهراوي في دمشق بجهاز جذع الدماغ ووضعه بالخدمة وتأمين 14 جهاز بث صوتي في مختلف المحافظات. وعليه يمكن القول إن عدد مراكز المسح التابعة للبرنامج منذ تأسيسه ارتفع من 48 إلى 64 مركزاً، وتم فيها إجراء الكشف لـ 11785 طفلاً، وإحالة 148 منهم لإجراء استقصاءات إضافية، حيث ثبت نقص السمع لدى 15 طفلاً. وقد تم تركيب أول 3 معينات سمعية لـ 3 أطفال مستفيدين من البرنامج، بعد تشخيص حالتهم بنقص سمع حسي عصبي عميق ثنائي الجانب.

رعاية السمع

جاء البرنامج وفقاً للدكتور علي تركماني ممثل مجلس أمناء منظمة (آمال) نتيجة لمساعي المنظمة منذ إحداثها في التعامل مع الإعاقة السمعية، فكان إطلاقه تتويجاً لهذه الجهود بالتعاون مع وزارة الصحة والتي قامت من خلالها المنظمة بتجهيز مراكز كشف وتشخيص وتدريب الكوادر الفنية، فضلاً عن إطلاق تعاون وثيق مع وزارة التربية لتبني مفهوم وطني للدمج الأكاديمي، وإعداد تشريعات وإجراءات خدمةً للأشخاص ذوي الإعاقة.

الدكتور علي تركماني

ولعل من أهم البروتوكولات التي تحدث عنها الدكتور سامر محسن عميد كلية العلوم الصحية بجامعة دمشق، هي نشر الوعي حول التدخل المبكر لما له من أهمية كبيرة في تحقيق نتائج وتدابير نقص السمع وتحديد المشكلات التي يتعرض لها الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة، كما أنه من المهم تغيير الأفكار الخاطئة لجعل رعاية الأذن والسمع متاحة للجميع. مؤكداً على ضرورة وصول الخدمة إلى جميع الأفراد على مستوى المؤسسات والثقافة المجتمعية لكونها هي الأساس لوصول الخدمة إلى الناس وفقاً لبروتوكولات البرنامج بشكل حديث لجميع الأطفال، بحيث يكون العلاج والتأهيل كاملاً لتحقيق الهدف الأسمى هو الحصول على حياة طبيعية للأطفال المصابين بنقص السمع من حيث التطور اللغوي والمعرفي والأكاديمي.

حق الطفل بالكشف والعلاج

حسام حديد عضو اللجنة الوطنية للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع ممثل وزارة التعليم العالي، تحدث عن البرتوكول المتعلق بدور وكيف ومتى يكون إجراء زراعة القوقعة بتدبير نقص السمع الولادي الذي يتم اللجوء إليه في حال عدم الاستفادة من المعينات السمعية. ولفت إلى أن البرنامج يهتم بكشف حالات نقص السمع بشكل مبكر ومتابعتها للحصول على أفضل نتائج. وكانت البداية 48 مركز على امتداد الجغرافيا السورية كاملة وفي المحافظات. والهدف هو توجيه الأسر للقيام بمسح السمع بعد الولادة خلال شهر من عمر الطفل. وهناك حالات تم التدخل فيها بتركيب سماعات وتتم متابعات حالات تحتاج إلى زرع حلزون. ومن البروتوكولات هو العمل التشاركي مع كل الوزارات والمؤسسات ومنها المنظمات الموجودة على الأرض لكي يتحقق الهدف المرجو وهو إجراء المسح السمعي لكل وليد على أراضي سورية.

تحدثت فرح جبري ماجستير علم السمعيات عن بروتوكولات البرنامج من حيث رصد مشاهدات واقعية في منظمة آمال والرؤية الإيجابية المتكونة بعد إطلاق البرنامج من خلال إجراء الفحص الروتيني الذي يسهم في الكشف المبكر، والتدخل للحصول على سمع طبيعي. ولفتت إلى أنه من أهم البروتوكولات هو متابعة الجانب الاجتماعي حيث أصبح من حق الطفل، الذي يتم تشخيصه ضمن المعايير العمرية للبرنامج، الحصول على المعينات السمعية ومتابعة تأهيله بشكل مجاني، بعد أن يكون قد خضع أيضاً لاختبارات قبل هذه المرحلة من تشخيص وسماعات ومتابعة بشكل مجاني.